منتدى سيد الثقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر ادارة منتدى سيد الثقلين دعوة جميع زوارها الكرام بالانضمام الينا
لنكون سويا في بيت الحبيب صلى الله عليه وسلم
فتحيا بكم دار السنة وتنير بكم منابر الحق
فدمتم في الدار اهلا وللسنة سندا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى سيد الثقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر ادارة منتدى سيد الثقلين دعوة جميع زوارها الكرام بالانضمام الينا
لنكون سويا في بيت الحبيب صلى الله عليه وسلم
فتحيا بكم دار السنة وتنير بكم منابر الحق
فدمتم في الدار اهلا وللسنة سندا
منتدى سيد الثقلين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باب النبوة والانبياء

اذهب الى الأسفل

باب النبوة والانبياء Empty باب النبوة والانبياء

مُساهمة  asim الجمعة 16 ديسمبر - 17:22

باب النبوة والانبياء
اوصياء الانبياء:
نص السؤال: من المعروف أن لكل نبي وصيا ، الرجاء ذكر اسماء الأنبياء مع ذكرأوصيائهم ؟
نص الجواب: وصي آدم عليه السلام هو ولده هبة الله المعروف باسم شيث ، وكان ضده أخوه قابيل .
ووصي ابراهيم اسحاق واسماعيل عليهم السلام .
وكان وصي موسى أخوه هارون ، ولكنه توفي في حياته ، فأمره الله أن يوصي الى يوشع بن نون .
ووصي داود هو سليمان .
ووصي سليمان هو آصف بن برخيا ، وكان أولاد سليمان ضده . وقد روى المؤرخون روايات عن وصي إدريس
وهود وصالح وغيرهم عليهم السلام ، ولكنها ليست مسندة.
قبور الانبياء:
نص السؤال: من المعروف أن قبور بعض الأنبياء مدفونة عند حجر اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام بجوار
الكعبة المشرفة ، الرجاء ذكر المصادر التي ذكرت ذلك ، لأن الكثير يجهل ذلك ؟
نص الجواب: كتاب وسائل الشيعة الجزء( ١٣ ) طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، ص / ٣٥٥ ب ٣٠ من أبواب
الطواف كتاب الحج الحديث السادس والعاشر.
وحدة الاديان السماوية في الاصول:
نص السؤال: سألني أحد الاخوة المسيحين .. هل كان السيد المسيح مسيحيًا، اي يعتنق الديانة المسيحية، ام انه نشر
الديانة المسيحية فقط، وكان مسلما اي يصلي مثل المسلمين، ويقرأ القرآن الكريم، ويؤمن بالديانة الاسلامية ؟..
وهل هذا ينطبق على سيدنا موسى، عندما نشر الديانة اليهودية ؟
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي اوحينا » : نص الجواب: الاديان السماوية كلها واحدة ، قال الله سبحانه
إن الدين عند الله » : وقال تعالى « .... اليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه
وما تفرقوا إلا : « وإنما اختلفت الاديان بعد الانبياء ، نتيجة لا نحراف الاحبار والرهبان ، قال سبحانه ... » الاسلام
وأماالقرآن ، فلم يكن ناز ً لا آنذاك ، وإنما كان كتاب عيسى عليه السلام « .. من بعد ماجاءهم العلم بغيًا بينهم
الانجيل ، وكتاب موسى عليه السلام التوارة ، وكلها كتب الله تعالى انزلها على انبيائه ، إلا أن التوراة
والأنجيل تعرضت للتحريف والدس والنقص ، كما هو واضح بملاحظة متنهما وتاريخهما.
قصة عذير النبي:
نص السؤال: ما هي قصة نبي الله عزير (اود ان اعرفها بشئ من التفصيل)؟
نص الجواب: لم يرد ذكر عزيرفي القرآن ، إلا في سورة التوبة: ٣٠ قوله تعالى : وقالت اليهود عزيرابن الله ، ولم
يرد أيضًا أنه نبي . وورد في التوراة وتورايخ اليهود: انه عزرا ، وهو الذي جمع التوراة ، وكتبها بعد ان احرقها
نبوخذنصر، او بخت نصر ملك بابل ، وقتل رجال اليهود ، وسبى نساءهم وذراريهم ، ولذلك عظمه اليهود ،
٢
وادعوا فيه البنوة لله ، تعالى الله عن ذلك . ولعلهم ادعوا ذلك ، تشريفًا ، دون ما يدعيه النصارى في المسيح عليه
السلام ، من نوع من الاتحاد أو الحلول . وورد في القرآن إشارة الى قصة ، ورد في الروايات انها أوردت بشأن
أو كالذي مر على قرية ، وهي خاوية على عروشها ، » : عزير، ولم يصرح به القرآن الكريم ، وهو قوله تعالى
قال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ، ثم بعثه ، قال كم لبثت قال لبثت يومًا أو بعض يوم ، قال بل
لبثت مائة عام ، فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه ، وانظر الى حمارك ، ولنجعلك آية للناس ، وانظر الى
البقرة: ٢٥٩ ، ومعنى « العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحمًا. فلما تبين له ، قال اعلم ان الله على كل شي قدير
الآية واضح.
عصمة الانبياء:
نص السؤال: لدينا سؤال عقائدي عن عصمة الأنبياء .. فهل يرى جميع فقهاء الإمامية بعصمة الأنبياء ، قبل البعثة
وبعدها ؟.. وما هي أدلة العصمة ؟.. وما تفسير الأية التالية : قال تعالى (فوكزه موسى فقضى عليه ، قال هذا من
عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ، قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له ، إنه هو الغفور الرحيم) وقول
النبي موسى عليه السلام (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) ؟
نص الجواب: هذا هو المعروف من مذهبنا ، والمروي عن أئمتنا عليهم السلام وقد ورد في الأحاديث الشريفة
دفاعهم عن ذلك ، قبال من ينسب إليهم ما لا يجوز . وأما قول موسى عليه السلام هذا من عمل الشيطان ...
فالمراد أن الشيطان هو الذي تسبب في وجود هذا الموقف الذي إضطره شرعًا إلى القتل ، مما يسبب له المشاكل .
فالشيطان ، ليس له سلطان على موسى عليه السلام كيف وهو ليس له سلطان على الذين أمنوا وعلى ربهم
يتو ّ كلون ، فكيف بمن قال فيه تعالى (واذكر في الكتاب موسى ، أنه كان مخلصًا) وقال تعالى عن لسان الشيطان
( ... إ ّ لا عبادك منهم المخلصين). وإنما كان سلطانه على المتخاصمين، حتى أوقعا موسى عليه السلام في
هذا الموقف الحرج . وأما هو فكانت وظيفته الشرعية ، مساعدة المؤمن على الكافر، ودفع شره عنه ، والظاهرأنه
لم يقصد بضربه قتله ، ولكن حدث ذلك من دون قصد . وقوله : ظلمت نفسي ، أراد به وقوعه في الحرج ، من
هذا التسرّع والضرب القوي . والغفران ليس هو العفو والسماح ، بل الستر، فالغفران في الآخرة ، هو ستر الذنب
وعدم العقوبة . والستر في الدنيا ، هو منع ما يترتب على الفعل، من مشاكل خارجية. ولعل هذا المعنى، هو المراد
من قوله تعالى ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر). والذنب ليس هو المعصية ، وأنما هو تبعة الفعل.
والدليل على أن موسى لم يكن نادمًا على فعله ، أنه قال بعد أن غفر الله له (رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيرًا
للمجرمين) والمجرمون ، هم قوم فرعون. فوعد ربه تعالى ، باستمراره على مكافحة إعداء الله مهما كلفه ذلك.
معنى استغفار الانبياء(ع):
نص السؤال: لماذا يستغفر ويتضرع الانبياء لله بالرغم من انهم معصومون من ارتكاب الذنوب ؟
نص الجواب: استغفار الأنبياء والأئمة عليهم السلام وتوبتهم إنما هي من ذنوبهم التي هي بمستواهم ، وليست مثل
معاصينا وذنوبنا ، مث ً لا لو نام أحدنا عن صلاة الليل فليس هذا ذنبًا ، ولكن المعصوم يعتبره ذنبًا ويستغفر منه
ويبكي عليه . وعندما يتحدث أحدنا الى جماعة وينظر الى بعضهم فقط ولا يوزع نظره عليهم جميعًا ، فهذا ليس
ذنبًا بالنسبة لنا ، ولكنه ذنب بالنسبة الى المعصوم عليه السلام .. وهكذا.
٣
استغفار الانبياء:
نص السؤال: لماذا يستغفر ويتضرع الانبياء(ع) لله بالرغم من انهم معصومين من ارتكاب الذنوب ؟
نص الجواب: قد يكون شكرًا له ، وقد يكون لاحساسهم بالتقصير ، وهم لا يحيطون بالعظمة التي لا تتناها لله ، كما
إذا جاءك ضيف كريم فتكرمه أفضل اكرام ، ثم حينما يخرج تتعذر منه عن التقصير.
عصمة الأنبياء :
نص السؤال: أين عصمة الأنبياء عندما تسببت أخطاءهم بعقوبتهم أحيانا ، مثل إنزال آدم الى الدنيا ، أو رمي يونس
في بطن الحوت ، أو عندما قتل موسى ، أو خوف هارون من قومه وعدم منعهم عن العجل.
نص الجواب: وفي حديث: يونس بن متى ما كان منهيًا عن الخروج من المدينة ، ولم يصدر منه مخالفة أو عصيانًا
حتى يكون ما وقع فيه تأديبًا وعقابًا ، بل حيث ظن أن البلاء يعم من يبقى في المدينة ، والخارج منها يسلم من
البلاء ، وينجو من الإبتلاء ، وكان يعلم أنه لا يستحق العقاب ولا يصيبه العذاب ، وما كان يعلم أنه لم يسّلم من
الإبتلاء ، وغاف ً لا أن الإبتلاء إن كان مقدرًا له فيصيبه حتى مع الخروج ، وإن لم يكن مقدرًا له فلا يصيبه حتى مع
كونه في وسط المدينة وفي محتشد الأمة . وفي الواقع وفي علم الله كان مقدرًا عليه الضيق والإبتلاء ، وهو ما كان
يعلم بهذا التضيق وهذا التقدير . وهذا معنى: فظن أن لن نقدر عليه ، بدليل قوله عز اسمه (ومن قدر عليه رزقه
فلينفق مما آتاه الله ) آية ٧ سورة طلاق .
وكذا بشهادة قوله تبارك وتعالى ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن) ١٦ سورة الفجر وفي كلا
الآيتين التقدير يكون بمعنى التضييق والتقتير ، ولا يعنى القوة والقدرة حتى لا يناسب مقام النبي يونس الظن بعدمها
، فوقوع المساهمة بإسمه ، وبلع الحوت له كان إبتلاء وإختبارًا له لا تأديبًا وعقابًا . ويشهد لهذا أيضًا قوله عز
اسمه: (فنجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين) من الغم أيضًا عند ذكرهم: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من
الظالمين ، لا أنه رفع العقاب عنه ويرفع العذاب عنهم ، ويتوب عليهم عند ذكرهم ذكر اليونسية ، وهذا واضح .
ولم يكن من موسى على نبيينا وآله عليه السلام قتل نفس مؤمنة محترمة ، بل كان قتل نفس كافرة مجرمة ، ولم
يأخذ عليه أحد في قتله هذا . والآية تصرح بمنع هارون عن عبادة العجل ، ودعوتهم لإتباع أمره وإطاعته ،
وإجابتهم (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) ، واعتذاره لأخيه (أن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )
.. فكيف تقول لم يمنعهم عن عبادة العجل ؟ ..وماذا يصنع مع استضعافه ومغلوبيته سوى انتظار أخيه ومجيئه
وإعتضاده به ، ثم إتباع أمره فيهم .
والظلم هو وضع الشي في غير موضعه ويصح اطلاقه في كل مورد يخسر الإنسان نجاحه ، ويقدم على عمل كان
الفوز له ان يتركه ، أو يترك أمرًا كان صلاحه أن يفعله ، ولا يختص بصدور الذنب والاستغفار عنه.
عصمة الأنبياء ثابتة بالعقل والنقل :
نص السؤال: ما الدليل على عصمة الانبياء من القرآن والسنة ؟ اشكالات تحتاج الى حلول :
وعصى آدم ربه .
٤
موسى يقول انه من الظالمين ، وايضا قتل القبطي ، التقام الحوت لنبي الله يونس .. هل هذا عقاب من ذنب ؟..
ولماذا لولا التسبيح لبقي الى يوم يبعثون ؟
النبي سليمان يطلب مما لا ينبغي لاحد من بعده .. اليس هذا حب ذات وانانية
؟ الرسول يخاطب بأنه يحرم ما احل الله .. اليس هذا يدل على ان النبي يتصرف احيانا بذاته ؟
نص الجواب: عصمة الأنبياء ثابتة بالعقل والنقل كتابًا وسن ً ة .. أليس الله تعالى يقول: (أفمن يهدي الى الحق أحق أن
يّتبع أمّن لا يهدّي إ ّ لا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) . فإذا كان النبي يجوز عليه المعصية والخطأ واّتباع الهوى
.. كيف يكون الناس مأمورين باّتباعه وجعله اسوة وقدوة لهم ؟ وإذا كانت الأدّلة على عصمتهم قطعية متقنة لا تقبل
التخصيص ، فلا بدّ من حمل بعض الآيات الظاهرة في خلاف ذلك على المعنى المطابق للعصمة ، نظير الآيات
الظاهرة في التجسيم ، فإّنها تحمل على خلاف ظاهرها للأدّلة القطعية القائمة على أنّ الله ليس بجسم.
حجة الله تعالى بالغة الى جميع الخلق:
نص السؤال: من المعروف أن الله ارسل الرسل رحمة للعالمين ، وأن يهدون الناس الى ما هو صالحهم ، وينهونهم
عما يفسدهم ، وأن يرشدون الناس الى عبادة الله سبحانه وتعالى: (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون). وأن العبادة
هي وسيلة الى الرقي والوصول الى حضرة الله القدسية والارتقاء بالانسان الى اعلى مراتب الكمال، ولا يمكن
للانسان ان يصل الى ما اراده الله منه الا بوصول الرسائل السماوية اليه . و اذا كانت هذه المقدمة صحيحة نريد
التكرم بالإجابة على هذه التساؤلات :
من المعروف ان معظم البشرية على مر الدهور المؤمنون بالرسالات قليل جدا بالنسبة لغيرهم .. فهل ممكن ان
نقول: ان الرسالة الحقة وصلت واضحة جلية الى كافة الناس، بحيث يكون الانسان هو المسؤول عن هذا التقصير ؟
واذا كان الجواب بنعم ان الرسالات وصلت الى الجميع .. فكيف نتصور وصول الرسالات الى اقصى الارض قبل
الاف السنين ولم تكن موجودة سبل الاتصال ؟
واذا قلنا ان الرسالات لم تصل الى هذه الامم فنقول : ان لهم حجة على الله (وان الحجة لله) ؟ ولماذا وصلت الينا
الرسالة ولم تصل اليهم ؟.. هل لأننا نحتاج الى الرسالة بينما هم في غنى عنها ، ام هناك محاباة عند الله ففضل قوم
على قوم ، او ان هناك مصلحة من عدم وصول الرسالات اليهم ؟
واذا قلنا ان الرسالات هي رحمة من الله وفيض الهي .. فما هو المعنى بأن يحرم منها اناس وينعم بها آخرين ،
وذنب هؤلاء انهم ولدوا هنا وآخرون ولدوا قريبا لمهد الرسالات ؟ وان قلنا أن الله سيعطيهم البديل فلا نعتقد ان
هناك نعمة بديلة للدين ، فقد فاتهم من الخير ما لا يدرك ؟
وما هو ذنب الطفل الذي يولد من والدين مخالفين وينشأ بعيدا عن التعاليم الإلهية وتصله الحقائق مشوه وغير
واضحة، ونطلبه بالبحث والتحقيق ورفض تقليد الاباء: (انا وجدنا اباءنا على ملة وانا على اثارهم مقتدون) بينما
الطفل الآخر يولد في حضن ابوين مؤمنين ولا يتكلف العناء الكبير في اتباع الحق ؟.. وما هو ذنب الطفل الذي
يعيش في كنف ابوين فاسقين، ويخرج الطفل بعيدا عن تعاليم الدين بينما آخر يعيش في احضان رجل علم .. اليست
هذه من المفارقات؟
٥
واذا عدنا وقلنا: ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق الناس للشقاء بل خلقهم للرقي وللكمال اللامتناهي، وبما ان الرسالات
لم تصل الى الأغلبية العظمى من البشر إذا لم يتحقق الهدف من ارسال الانبياء، او ان نقول ان هدف الرسالات
محدود على اناس دون اخرين ؟
نص الجواب: ان سؤالكم ينحل الى سؤالين :
١ ان الدين لم يصل الى الجميع ، وهذا مناف لما دلت عليه الاية الكريمة .
٢ ما ذنب الولد اذا نشأ من والدين او في بيئة بعيدة عن الدين ؟
اما بالنسبة الى السؤال الاول فهو مبتننٍ على ان الانبياء الذين جاءوا بالدين لا يتجاوز مقدارهم عدد الاصابع ،
والحال ان الذي دلت عليه بعض الروايات ان عددهم كبير يبلغ ( ١٢٠٠٠٠ ) وكان البعض مرس ً لا الى قريته او
عشيرته فقط . وبناء على هذا فمن المحتمل ان الاقوام الموجودة في اماكن بعيدة قد ارسل لهم الله سبحانه نبيًا ،
وليس لكم من مناقشة بعد هذا ، الا ان تقولوا ان دين الاسلام الذي هو أكمل الاديان لم يصل اليهم .
والجواب: ان النبي(ص) قد ارسل رسله الى الاقطار ونقاط الارض، وقد طبع قبل فترة كتاب يجمع رسائل
النبي(ص). ومن الطبيعي ان ما جمع وذكر في هذا الكتاب هو بعض ما ارسله الرسول(ص)، وعليه فالدعوة
الاسلامية يمكن ان يقال بوصولها الى جميع نقاط الارض . على انه لو سلمنا بعدم وصولها الى جميع نقاط الارض
فمن المحتمل ان المصلحة اقتضت وصول الاسلام بنحو التدرج الى جميع بقاع الارض ، كما اقتضت المصلحة ان
لا يكون الدين منذ اليوم الاول هو دين الاسلام بل يتدرج في الاديان الى ان وصلت النوبة الى الاسلام .
واما السؤال الثاني فيمكن ان يجاب عنه بان التقصير واللوم ينصب على الوالدين حيث عاشا في مكان بعيد ، او لم
يسلما، او لم يلتزما بالدين ولم يعيشا الاخلاق الفاضلة ، فصار ذلك سببًا لبعد الولد عن الاجواء الصالحة نظير ما اذا
زنى الوالدان فخرج الولد منبوذًا لدى المجتمع ، فان اللوم ينصب على الوالدين دون الله سبحانه .
وبامكاننا ان نقول ضمن عبارة ثانية: ان الله سبحانه اعطى القوة للوالدين على الانجاب والعيش في اي بقعة من
الارض وعلى اختيار الطريق المستقيم ، فاذا قصّرا ولم يحصل منهما التزام بالشكل المطلوب وقاما بانجاب الولد
فاللوم ينصب على الوالدين دون الله سبحانه الذي منحهما تلك القوة ، والا فالاشكال يرد على صانع السكين مث ً لا
حيث صنعها حادّة قّتالة وليس من جواب الا ان يقال ان كونها كذلك هو كمال فيها وليس نقصًا ، وانما النقص هو
في استعمالها بشكل غير صحيح ، وهكذا الحال في محل كلامنا فان تقصير الوالدين هو السبب في نشوء الولد في
بيئة فاسدة وعلى سلوك غير اسلامي.
رأي الامامية في عصمة الانبياء:
نص السؤال: نذهب نحن الشيعة الى عصمة الأنبياء والرسل(عليهم الصلاة والسلام) فإذا سلمنا بذلك .. فما هو
تفسير خروج أبينا آدم و أمّنا حوّاء من الجنة ؟.. وما هو تفسير بقاء نبي الله يونس في بطن الحوت مدة من الزمن
، وكذلك قصة نبي الله موسى .. ألا ينافي ذلك عصمة الأنبياء ، أودّ معرفة الاجابة بمزيد من التفصيل ؟
نص الجواب: يشير الع ّ لامة الحلي (رحمه الله) الى رأي الإمامية حول عصمة الانبياء (عليهم السلام) بقوله : ذهبت
الإماميّة كاّفة الى أنّ الانبياء معصومون عن الصغائر والكبائر، منزّهون عن المعاصي قبل النبوة وبعدها على سبيل
العمد والنسيان، وعن كلّ رذيلة ومنقصة، وما يدل على الخسة والضعة. وخالفت أهل السنة كافة في ذلك، وجوّزوا
عليهم المعاصي .…
٦
وعلى هذا يمكن توجيه خروج أبينا آدم(ع) وأمّنا حوّاء من الجنة بأنّ الخروج من الجّنة ليس عقابًا على معصيتهما
وهما منزّهان منها لأنّ سلب اللّذات والمنافع ليس بعقوبة، وإّنما العقوبة هي الضرب والألم الواقعان على
سبيل الاستخفاف والاهانة .. وكيف يكون من تعبدنا الله فيه بنهاية التعظيم والتبجيل مستحقًا مّنا ومنه تعالى
الاستخفاف والاهانة .
فان قيل: فما وجه الخروج ان لم يكن عقوبة ؟
قلنا: لا يمتنع ان يكون الله تعالى علم أن المصلحة تقتضي تبقية آدم(ع) في الجّنة وتكليفه فيها، متى لم يتناول من
الشجرة. فمتى تناول منها تغيّرت الحال في المصلحة، وصار إخراجه عنها وتكليفه في دار غيرها هو المصلحة.
وإنما وصف إبليس بأّنه مخرج لهما من الجنة: فأخرجهما مما كانا فيه البقرة ٣٦ من حيث وسوس اليهما،
وزيّن عندهما الفعل الذي يكون عند الإخراج .
ثم لايخفى ان المعصية هي مخالفة الأمر، والأمر من الحكيم تعالى قد يكون بالواجب والمندوب معًا. فلا يمتنع على
هذا ان يكون آدم(ع) مندوبًا الى ترك التناول من الشجرة، ويكون بمواقعتها تاركًا نف ً لا وفض ً لا، وغير فاعل قبيحًا .
وليس يمتنع ان يسمى تارك النفل عاصيا، كما يسمى بذلك تارك الواجب. وفي هذا المجال نذكر هذه الرواية
الشريفة :
روى الصدوق: أن المأمون العباسي جمع للامام علي ابن موسى الرضا(ع) أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات
من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين ، وكان فيهم علي بن الجهم من أهل المقالات الاسلاميين ، فسأل الرضا
(ع) وقال له: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الانبياء ؟ قال : بلى ، قال : فما تعمل في قول الله عز وجل : وعصى
آدمُ ربَّهُ ف َ غوى ، وقوله تعالى: وذا النونِ إذ ذهبَ مُغاضبًا فظنَّ أن لن نقدرَ عليه ؟
فقال مولانا الرضا(ع): ويحك يا علي إتق الله ، ولا تنسب الى أنبياء الله الفواحش ، ولا تتأوَّل كتاب الله برأيك ،
فان الله عز وجل يقول: وما يعلم تأويله إ ّ لا الله والراسخون في العلم .
أما قوله عز وجل في آدم: (وعصى آدمُ ربَّه فغوى) فإنّ الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفته في بلاده ،
لم يخلقه للجنة . وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الارض ، لتتم مقادير أمر الله عز وجل ، فلمّا ُاهبط الى
الارض ، وجُعل حُجّة وخليفة ، عُصِمَ بقوله عزَّ وجل: (إنّ الله اصطفى آدمَ ونوحًا وآلَ إبراهيمَ وآلَ عمرانَ على
العالمين ) .
وأما قوله عزَّ وجل: (وذا النونِ إذ ذهبَ مُغاضبًا فظنَّ أن لن نقدر عليه) إنما ظنّ أنّ الله عز وجل لا يضيق عليه
رزقه .. ألا تسمع قول الله عزَّ وجل: (وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه) أي ضيّق عليه. ولو ظنّ أن الله لا يقدر
عليه لكان قد كفر .
. البحار ٧٣ :١١ عن أمالي الصدوق / ٥٥ وعيون الاخبار : ١٠٨
وأما يونس(ع) إنما بقي في بطن الحوت الى مدّة من الزمن لا لمعصية صدرت منه ، ولا لذنب ارتكبه والعياذ
بالله وإّنما لكون خرج من قومه وهو معرضًا عنهم ومغضبا عليهم بعد ان دعاهم الى الله تعالى، فلم يجيبوه إ ّ لا
بالتكذيب والرد ولم يعد إليهم ظاّنًا ان الله عزَّ وجل لا يضيّق عليه رزقه أو ظاّنًا ان لن يبتلى بما صنع حّتى
وصل الى البحر وركب السفينة، فعرض لهم حوت فلم يجدوا بدًّا من أن يلقوا إليه واحدًا منهم يبتلعه، وتنجو السفينة
بذلك، فقارعوا فيما بينهم، فأصابت يونس(ع)، فألقوه في البحر، فابتلعه الحوت ونجت السفينة، ثم أن الله سبحانه
٧
وتعالى حفظه حيّا في الحوت مدّة من الزمن، ويونس(ع) يعلم أّنها بليّة ابتلاه الله بها مؤاخذة بما فعل من عدم
رجوعه الى قومه بعد ان آمنوا وتابوا، فأخذ ينادي في بطن الحوت أن: (لا إله إ ّ لا انت سبحانك إني كنت من
الظالمين) قيل أي لنفسي بالمبادرة الى المهاجرة فاستجاب الله له ونجّاه من الحوت .
وأما قتل موسى(ع) للقبطي فلم يكن عن عمد، ولم يرده، وإّنما اجتاز فاستغاث به رجل من شيعته على رجل من
عدوه بغى عليه وظلمه، وقصد الى قتله، فأراد موسى(ع) ان يخلصه من يده ويدفع عنه مكروهه، فأدى ذلك الى
القتل من غير قصد اليه، وكلّ ألم يقع على سبيل المدافعة للظالم من غير ان يكون مقصودًا، فهو حسن غير قبيح،
ولا يستحق عليه العوض به، ولا فرق بين ان تكون المدافعة من الإنسان عن نفسه، وبين ان يكون عن غيره في
هذا الباب. والشرط في الأمرين ان يكون الضرر غير مقصود، وأن القصد كّله الى دفع المكروه، والمنع من وقوع
الضرر، فإن ادى ذلك الى ضرر فهو غير قبيح.
الادلة على عصمة الانبياء:
نص السؤال: إني إثنا عشري ولله الحمد ومن القائلين بعصمة الأنبياء ، و أطلب منكم شاكرًا معرفة أدلة
عصمة الأنبياء ، وعلاقتها مع الآية التالية :
فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر
له إنه هو الغفور الرحيم .
وخاصة قول النبي موسى(ع): إني ظلمت نفسي فاغفر لي.
( نص الجواب: إن الأدّلة على عصمة الانبياء كثيرة، فقد ذكر المحقق الطوسي ثلاثة منها راجع (كشف المراد/ ٢٧٤
. (٣٦٠_ ، وأضاف إليها القوشجي دليلين آخرين (شرح التجريد/ ٣٥٨ ) ، وذكر الايجي تسعة أدلة (المواقف ٣٥٩
و نقتصر في هذا المجال على ذكر دليلين هما :
١- الوثوق ، فرع العصمة :
إنّ التبليغ يعمّ القول والفعل ، فكما في أقوال النبي تبليغ ، فكذلك في أفعاله . فالرسول معصوم عن المعصية و
غيرها ، لأنّ فيها تبليغًا لما يناقض الدين ، و هو معصوم من ذلك .
ولا يفتقر ذلك على زمن البعثة فقط ، وإّنما يشمل ما قبلها أيضًا ، لأّنه لو كانت سيرة النبي غير سليمة قبل البعثة ،
فلا يحصل الوثوق الكامل به ، وإن صار إنسانًا مثاليًّا. إذن فتحقق الغرض الكامل من البعثة رهن عصمته في جميع
فترات عمره .
٢- التربية رهن عمل المربّي :
إنّ الهدف العام الذي بعث الأنبياء لأجله هو تزكية الناس و تربيتهم . و معلوم (أن فاقد الشيء لا يعطيه) فلذا لابد
من التطابق بين مرحلتي القول والعمل ، وهذا الأصل التربوي يجرّنا الى القول بأن التربية الكاملة المتوخاة من
بعثة الأنبياء لا تحصل إلا بمطابقة أعمالهم لأقوالهم . فانّ لسوابق الأشخاص وصحائف أعمالهم الماضية تأثيرًا في
قبول الناس كلامهم وإرشاداتهم .
أمّا ما ذكرته بالنسبة للآيات المباركة من سورة القصص، فإن الأصل في الأنبياء العصمة، والأدلة من القرآن
والسنة والعقل صريحة بالعصمة، وكل ما ورد ظاهره مناف للعصمة ، فلابد من البحث عن التأويل له وفهم معناه :
٨
فقد جاء في عيون أخبار الرضا عليه السلام باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون و
عنده الرضا عليه السلام ، فقال له المأمون: ياابن رسول الله ، أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون ؟
قال: بلى .
. قال: فأخبرني عن قول الله (فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان) القصص ١٥
قال الرضا عليه السلام: إنّ موسى عليه السلام دخل مدين ً ة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها ، و ذلك بين
المغرب والعشاء ، فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته و هذا من عدوّه ، فقضى على العدو بحكم الله _ تعالى
ذكره _ فوكزه فمات ، قال : هذا من عمل الشيطان ، يعني الاقتتال الذي وقع بين الرجلين ، لا ما فعله موسى عليه
السلام من قتله (إنه) يعني الشيطان (عدوّ مضلّ مبين) .
؟. قال المأمون: فما معنى قول موسى (ربّ إّني ظلمت نفسي فاغفرلي) ١٦
قال: يقول: وضعت نفسي غير موضعها بدخول هذه المدينة ، فاغفرلي ، أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي
فيقتلوني ، فغفر له إّنه هو الغفور الرحيم .
قال موسى: ربّ بما أنعمت علي من القوة حتى قتلت رج ً لا بوكزة ، فلن أكون ظهيرًا للمجرمين ، بل أجاهدهم بهذه
القوة حتى ترضى .
تفسير قوله تعالى: (همت به وهم بها):
نص السؤال: قال أحد المفسرين عند تفسيره لقوله تعالى: (وهم بها): وهكذا نتصور موقف يوسف ، فقد أحس
بالإنجذاب في إحساس لا شعوري ، وهمّ بها استجابة لذلك الإحساس كما همّت به ، ولكنه توقف وتراجع ... علما
أنه في مكان آخر يقول: أن همّ يوسف هذا الذي كان نتيجة الانجاب اللا شعوري هو أيضا لا شعوري بل طبعي ،
وأن قصد المعصية من يوسف لم يحصل .
فما رأيكم بقوله هذا .. هل يتنافى مع عصمة الأنبياء عليهم السلام حسب رأي الشيعة في العصمة أم لا ؟ وإن كان
جوابكم بأنه مناف لها ، فالرجاء بيان وجه المنافاة.
نص الجواب: إنّ ما نقلتموه في تفسير تلك الآية لا يتوافق مع العقيدة الصحيحة في شأن الأنبياء "عليهم السلام" .
ولمزيد من التوضيح نذكر روؤسًا للنقاط الهامّة في هذا المجال :
أوّ ً لا: إنّ عصمة الأنبياء "عليهم السلام" مسألة ثابتة بالأدلة العقليّة والنقليّة كما ذكر في محّله وعليه فالانجذاب
نحو المعصية حتى ولو كان عن غير شعور يتنافى مع مقام العصمة ، لأنّ العصمة هي الابتعاد عن المعصية
والهمّ بها .
ثانيًا: إنّ قول ذلك القائل يتعارض مع روايات أهل البيت "عليهم السلام" في هذا المجال ، ففي أكثرها : إنّ متعلق
الهمّ يختلف عند يوسف" عليه السلام" وامرأة العزيز ، إذ أنّ امرأة العزيز همّت بفعل الفاحشة ، ولكن يوسف" عليه
السلام" همّ بعدم فعلها ، أو أنّ يوسف "عليه السلام" همّ بضربها أو قتلها إن أجبرته على ذلك .
ثالثًا: على فرض عدم قبول هذه الروايات سندًا أو دلال ً ة فالآية بظاهرها كافية في ردّ كلام القائل ، فإنّ "لولا"
ملحقة بأدوات الشرط وتحتاج إلى جزاء ، فجملة "همّ بها" تكون جزاءًا مقدّمًا عليها .
وأمّا على تقدير كلام ذلك القائل ، فاللازم أن تكون الجملة هكذا : "فلولا "أو "ثمّ لولا" أي السياق حينئذٍ يقتضي أن
يؤتى بعبارة فصليّة لا وصليّة.
٩
يوسف (ع) همّ بالضرب لا بالفحشاء:
نص السؤال: رجاء اعطاء تفسير أو توضيح للآية رقم ٢٤ من سورة يوسف في القرآن الكريم من نظرة شيعية ..
وكيف نقدر قبولها مع قبول عصمة الانبياء ؟
نص الجواب: أنت تعلم أن الذين فسّروا (الهم) في الآية الكريمة قد اختلفوا في معناها ، إ ّ لا أن الإمامية قد امتازت
بتفسير يحفظ معه عصمة يوسف(ع) ، ويناسب مقامه ومنزلته عند الله تعالى .
إذ امتداح الله تعالى ليوسف لا يكون إ ّ لا بسبب حالة استثنائية تحدث عند الرجال بسبب مدافعة الشهوة وغلبة الهوى،
حين تكون الأسباب قد أتيحت لهم ، ومثل يوسف ذلك الفتى الذي مهّدت له حياته وهو بين ظهراني الملكة الفتاة
الحسناء الفاتية التي حرصت أن تقترب إلى يوسف بكل وسيلة ، فلم تجد منه مطاوعة ، ولن تحصل على شيء
يكون سببًا لمجاذبته طوعًا ، حتى هامت به: "فشفقها حبًا" وهي حالة وصفها القرآن الكريم: إن امرأة العزيز قد
هامت بيوسف ، فلم تجد لذلك سبيلا " : فغلقت الأبواب وقالت هيت لك " وهي آخر مرحلة تصل بها امرأة العزيز
مع يوسف ، فراودته ودافعته ، فلم تجد منه إ ّ لا تمنعًا واستجارًة بالله العزيز واستعاذة به " : قال معاذ الله " أي أنه لا
يخاف إ ّ لا الله ، ولا يخشى إ ّ لا الله ، ولم يقل: إني أخشى الملك ، أو إني لم أخن الملك ، أو إني نبي الله ، بل
استعصم بالله والتجأ إليه ، وهان كل شيء لديه من أجل طاعته وعدم معصيته .. فما بالنا نقول بعد ذلك أنه هم بها
كما همت به ؟.. أليس هذا ظلما لمقامه المقدّس ، وتجاهلٌ لموقفه الشجاع ، وتغافل عن مدح الله وثنائه : "ولنصرف
عنه السوء والفحشاء" فكيف بمن يريد أن يرتكب الموبقة ويجتري المعصية تجد أن الله يمتدحه ، فيصرف عنه
السوء والفحشاء ؟ !
وقوله تعالى: إنه من عبادنا المخلصين ، أي قد أخلص في عبوديته ، وأخلص في طاعته ، فلم تنازعه شهوة ، ولم
يغلبه هوى .
إذن (فهمّت به) أي همّت بالفاحشة وهو ما يناسبها ، وهمّ بها بالخلاص منها بأي وسيلة كأن يكون ضربها وهو ما
يناسبه ، أي لم تكن هناك مقابلة بين الهمّين فكلّ بحسبه. وهذا شبيه قولك: أن زيدًا الفاسق يحي الليل ، وعمرو
العابد يحي الليل ، ولم تحدد صفة إحيائهما . فمن غير المعقول أن ينصرف ذهنك إلى أن زيد الفاسق يحي الليل
بالطرب واللهو ، وعمرو العابد مثله ، بل لابد أن تقول: وعمرو العابد يحي الليل بالعبادة لمناسبة مقام كل منهما ،
وهكذا هي في قصة يوسف "عليه السلام . "
وهذا ما أشار إليه الإمام الرضا "عليه السلام" في حديث طويل قال : وأما قوله في يوسف "عليه السلام" : "ولقد
. ١٥٤/ همت به وهم بها "فإنها همت بالمعصية ، وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما تداخله ... عيون الأخبار ١
وقول الصادق "عليه السلام" في حديث إلى أن قال ... ألم ينسبوا يوسف "عليه السلام" إلى أنه هم بالزنا ؟ !
هذا وقوله تعالى: " لولا أن رأى برهان ربه " أنه" عليه السلام" أوحي إليه أنه إن هو ضربها تذرعت هي بأنه أراد
منها الفحشاء ، ولذا ضربني لامتناعي عنه، أي أرشده الله تعالى إلى أن لا يضربها لئلا تتوسل إلى الملك بتهمة
يوسف "عليه السلام. "
عصمة الانبياء في رأي الفريقين:
نص السؤال: هل هناك خلاف بين العلماء حول موضوع عصمة الانبياء ؟.. وهل المشهور سابقا خلاف ذلك ؟
١٠
نص الجواب: ممّا تفردّت به الاماميّة ، هو القول بوجوب عصمة الانبياء "عليهم السلام" في أخذ الوحي وايصاله
وتطبيقه ، واجتناب المعاصي والذنوب كبيرة كانت أو صغيرة ولهم في هذا المجال دلائل واضحة وجليّة لا
مجال لنا بذكره في هذه العجالة .
واتّفق رأي أهل السّنة على عدم وجوب العصمة إ ّ لا في تبليغ الرسالة ، حتى انّ جمهورهم جوزّوا صدور المعاصي
من الانبياء "عليهم السلام" والعياذ بالله .
نعم كان هناك رأي للشيخ الصدوق رحمه الله وشيخه ابن الوليد في جواز السهو على النبي "صلى الله عليه وآله
وسّلم" في الموضوعات التطبيقيّة لا في تبليغ الوحي ، ولا في الابتعاد عن المعاصي وهذا رأيهما الخاص ولم
يتبعهما في ذلك اساطين الطائفة الشيعية وجمهورها.
مسألة خروج آدم من الجنة:
نص السؤال: إنني من المعتقدين بعصمة الأنبياء عليهم السلام ، ولكن المرء يجد في القرآن الكريم عدة آيات لا يجد
لها تفسيرًا واضحًا للرد على الشبهات . ومن بينها مسألة خروج آدم عليه السلام من الجنة ، فإن كان غير مكلف
في الجنة كما جاء في تفسيركم ، فالحال يشمل إبليس عليه اللعنة ، إذ أنه خالف الله في مسألة السجود لآدم فلعنه الله
أما في ما يخص اصطفاء آدم .. فما هو تفسير الآية ٣٢ فاطر: ثم أورثنا الكتاب ، وتذكر الآية : (( فمنهم ظالم
لنفسه )).
نص الجواب: أن موضوع عصمة الأنبياء(ع) يعتمد على أدلة عقلية ونقلية ثابتة ومسلمة كما ذكر في محله
ومع النظر الى هذه الأدلة نعرف أنها لا تعتمد في إثباتها على أمثلة وشواهد، أي أنها مستقلة عنها، وبعبارة أخرى:
لا يستفاد في إثبات أدلة العصمة من القياس التمثيلي .
وعليه، فلا ترد عليها أي العصمة نقوض من باب الموارد والأمثلة، بل وبحسب القواعد العلمية يجب تفسير
تلك الموارد غير الواضحة على ضوء أدلة العصمة ، فانه من تفسير وتوضيح المشكوك بالقطعي ، وهذا مما يدل
عليه الوجدان بالضرورة .
ومما ذكرنا يظهر وجه الدلالة على عصمة آدم(ع) ، فيجب علينا أن نفسّر الأحداث والقضايا التي مرّت به (ع) بعد
الفراغ والتسليم لعصمته ، فلا معنى لورود النقض عليها ، هذا أو ً لا .
وثانيًا: عدم تكليف آدم(ع) في الجنة هو أحد الآراء في المسألة ، وهناك أقوال أخرى، وعلى سبيل المثال يرى
بعضهم أنّ النهي المتوجّه لآدم(ع) من قبل الله عزوجل كان نهيًا إرشاديًا لا مولويًا، ومعناه عدم صدور معصية
منه(ع) في صورة ارتكابه للمنهي، بل مجرد تعرضه لبعض المتاعب والمصاعب تكوينًا، وهذا ما قد حدث،
فانه(ع) قد هبط إلى الأرض ومارس هو وولده الحياة الصعبة على وجهها إلى يوم القيامة بعدما كان قد تنعم في
الجنة بدون تعب ومشقة .
وأما ابليس ، فانه كان مكلفًا بالأوامر والنواهي التكليفية ، كما يظهر من الأمر بالسجود المتوجّه إليه ، ومؤاخذته من
قبل الله تبارك وتعالى على عدم انصياعه لذلك الأمر .
فبالنتيجة، كان ابليس في عالم التكليف، بخلاف آدم(ع) الذي لم يتوجّه اليه التكليف عمومًا أو في خصوص
التناول من الشجرة المعينة أو كان الأمر المتوجه اليه ارشاديًا، أو أنه(ع) كان قد ترك الأولى والأفضل .
١١
وبالجملة، فصدور المعصية من إبليس أمر مسلم، لمخالفته الصريحة في مسألة السجود، لكن الذي صدر من آدم
(ع) لم تكن مخالفة مولوية ، بقرينة عدم مؤاخذته من قبل الله عزوجل .
وأما بالنسبة لتفسير آية: (( ثم أورثنا الكتاب ... )) فملخص القول فيه :
أو ً لا: إن الكتاب المذكور هو القرآن ، بدليل أن الآية السابقة تصرّح بهذا المطلب :
((والذي أوحينا إليك من الكتاب ... )) فبدلالة السياق نعرف ان المقصود هو القرآن فاللام في ((الكتاب)) للعهد
دون الجنس .
ثانيًا: اصطفاء آدم (ع) ثابت بحسب النصّ القرآني : (( إن الله اصطفى آدم ونوح ... )) .
ثالثًا: هذا الاصطفاء كان بعد هبوط آدم(ع) وتوبته وجعله خليفة الله في الأرض ، لا عند إسكانه في تلك الجنة
المعينة ، أو عند أكله للشجرة الممنوعة .
رابعًا: الضمير في (( فمنهم ظالم )) فيه احتمالان :
الأول: أن يرجع إلى (( عبادنا )) باعتبار قاعدة رجوع الضمير الى الأقرب ، وعليه فالمعنى يكون واضحًا بلا شك
وريب ، إذ لا يكون الظالم حينئذٍ مشمو ً لا للاصطفاء .
الثاني: أن يرجع إلى (( الذين اصطفينا )) ، ولا مانع منه ، وتصح هذه النسبة نسبة الوراثة إلى الكل مع قيام
البعض بها حقيق ً ة ، كما جاء في القرآن (( ... وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ... )) المؤمن ٥٤ ، والحال نعلم أن
المؤدين لحق الكتاب والقائمين بأمره آنذاك بعض بني اسرائيل لا جميعهم .
خامسًا: كما ذكرنا في مقدمة الجواب ، فان ظلم آدم (ع) لنفسه لم يكن ظالمًا تشريعيًا ، أي لم يخالف الله عزوجل
في أمر تكليفي مولوي يستحق العقاب والمؤاخذة ، بل ظلم نفسه بالقائها في المتاعب والمشاكل الدنيوية وإن
استدركه بالتوبة والاستغفار والانابة .
سادسًا: الظاهر من الآية المذكورة: (( ثم أورثنا الكتاب ... )) أنها بصدد تعريف المصطفين بعد النبي(ص) ، بدلالة
سبقها بآية((والذي أوحينا إليك من الكتاب ... ))، وبقرينة الروايات الواردة عن المعصومين(ع)، فلا تشمل
المصطفين من الأمم السابقة، وإن سلمنا باصطفائهم بأدلة عقلية ونقلية أخرى.
التوفيق بين ترك الأولى لآدم وتوبته:
نص السؤال: يقول علمائنا الأجلاء: إن النبي آدم(ع) ترك الأولى ولم يقترف ذنبًا ، لعدم إمكانية ذلك في المعصوم ،
ولكن القرآن الكريم يبيّن أن آدم(ع) تاب، والتوبة لا تكون إلا من المذنب .. كيف نتمكن من التوفيق بين الأمرين ؟
نص الجواب: نلفت نظركم إلى الأمور التالية :
١) إن الأدلة القائمة على العصمة أدلة عقلية ونقلية قطعيّة ومسلمة ، وقد ثبت في محّله أنّ هذه الأدلة هي مستقلة )
عن الأمثلة ، أي أّنها لا يعتمد في إثباتها على الامثلة ، وعليه فلا تقاس صحة هذه الأدلة بالأمثلة النقضيّة ، إذ أن
النقوض تأتي فقط على الأدلة التي تثبت عن طريق الاستقراء والتمثيل ، وبما أنّ المقام ليس كذلك فلا يرد عليه أيّ
نقض تمثيلي ، بل يجب أن يفسّر كلّ مورد ومثال على ضوء تلك القاعدة العامّة .
٢) التوبة (( في اللغة هي في الأصل الرجوع عن الشيء والاقلاع عنه ، ولم يؤخذ في معنى الكلمة ((الرجوع )
عن المعصية)) بالذات . ويؤيّد ما قلنا استعمال مادة ((التوبة)) لله عزوجل في القرآن الكريم . نعم كثرة استعمالها
في الرجوع عن المعاصي في العباد صرفت الكلمة الى هذا المعنى .
١٢
ثمّ بناءًا على ما ذكرناه آنفًا ، يتحتم علينا أن نفسر توبة آدم (ع) بما لا ينافي قاعدة العصمة ، فان توبته كانت اقلاعًا
ورجوعًا عن علمه السابق وإظهار الندم عليه ، ولكن لا دليل على أنّ ذلك العمل كان معصي ً ة ، بل نلتزم بأّنه كان
تركًا للأولى ، حفظًا لقاعدة العصمة ، مع عدم منافاته لظهور الكلمة.
النبي ادريس(ع):
نص السؤال: ايمكن ان اعرف قصة النبي ادريس(ع) ؟
نص الجواب: قد روى الكليني في الكافي عن الباقر(ع) قال: قال رسول الله (ص): اخبرني جبرئيل أن ملكا من
ملائكة الله كانت له منزلة عند الله عز وجل منزلة عظيمة فغضب عليه، فأهبط من السماء الى الأرض، فأتى
ادريس(ع) فقال: ان لك من الله منزلة فاشفع لي عند ربك، فصلى ثلاث ليال لا يفتر وصام أيامها لا يفطر، ثم طلب
الى الله عز وجل في السحر في الملك ، فقال الملك: انك قد اعطيت سؤلك وقد اطلق لي جناحي، وانا احب ان
اكافئك، فاطلب إليّ حاجة فقال: تريني ملك الموت لعّلى آنس به ، فإنه ليس يهنئني مع ذكره شيء ، فبسط جناحه ،
ثم قال اركب، فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا، فقيل له: اصعد، فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة
فقال الملك: يا ملك الموت، مالي أراك قاطبًا ؟ قال: العجب اني تحت ظل العرش حيث أمرت ان اقبض روح آدميّ
بين السماء الرابعة والخامسة، فسمع ادريس(ع) فامتعض ، فخرّ من جناح الملك فقبض روحه مكانه، وقال الله
عزَّوجلSadورفعناه مكانا عليًا) ٥٧ | مريم. والمراد من غضب الله تعالى على الملك ليس بمعنى المعصية، بل هو
نظير اعتراض الملائكة على الله تعالى في جعل آدم خليفة وندامتهم على ذلك الاعتراض واستغفارهم من ذلك مع
عدم كونه معصية، بل من باب ترك الأولى، والغضب الإلهي بمعنى حرمانه القرب الإلهي .
عصمة الانبياء واستغفارهم:
نص السؤال: أن الانبياء وسائر المعصومين عليهم السلام يعتبرون أنفسهم من المذنبين ، كما ينقل عن أدعيتهم
ومناجاتهم ، وينقل أيضاء استغفارهم من الذنوب ، ومع صدور مثل هذا الاعتراف و الاقرار منهم .. فكيف نعدهم
معصومين ؟
نص الجواب: اعتقادنا أن الأنبياء عليهم السلام معصومون عن المعاصي الكبائر والصغائر ، قبل البعثة وبعدها ،
وأن ذنوبهم التي يستغفرون الله تعالى منها ، ذنوب من مستواهم لا من نوع ذنوبنا ومعاصينا .
مث ً لا إذا نام أحدهم عن صلاة الليل اعتبرذلك ذنبًا، وإن غفل عن ذكر الله تعالى فترة من الزمن ولو قصيرة، اعتبره
ذنبا .. وهكذا . وقد ورد: (حسنات الأبرار سيئات المقربين)، فلو أن أحدنا مث ً لا قهقه في ضحكه لما كان ذلك حراما،
لكن ذلك من المعصوم ذنب يستغفر الله منه .. ولو أن أحدًا تصدق لمشروع أو على شخص علنا مفتخرا بذلك، لما
فعل حرامًا وربما كان له ثواب بذلك، لكن ذلك من المعصوم ذنب يستغفر الله عليه . وهذا ما نلاحظه في حياتنا،
فإن الشخص العادي لو أكل وهو ماش في الشارع ، أو ركب دراجة ، لما كان ذلك عيبًا ، لكن لو فعله عالم أو
شخصية محترمة، لكان عيبا وذنبًا عرفيًا. وهكذا كل ذنوب الأنبياء عليهم السلام المذكورة في الآيات والروايات
فهي من هذا النوع، وليس فيها معصية لله تعالى توجب غضبه.
١٣
الأنبياء والاختيار:
نص السؤال: اذا كان الله تعالى هو الذي قد عصم الأنبياء ونزههم عن ارتكاب المعاصي ، حيث يلزم من ذلك انه
ضمن ممارستهم للوظائف والتكاليف ؛ فانه في هذه الحالة سوف لا تثبت لهم أية ميزة اختيارية ، ولا يستحقون أي
ثواب لممارستهم الوظائف والاجتناب عن المعاصي ، لان الله تعالى لو جعل أي شخص أخر معصوما لكان مثلهم
تماما ، لأنه تعالى هو الذي منحة العصمة ووفرها فيه ؟
نص الجواب: روى الصدوق أعلى الله مقامه في كتاب معاني الأخبار ص ١٣٢ : بسنده عن حسين الأشقر، قال :
قلت لهشام بن الحكم: ما معنى قولكم إن الامام لا يكون إلا معصوما ؟ فقال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك
فقال: المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله ، قال الله تبارك وتعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى
صراط مستقيم). انتهى. وهذا الامتناع بالله تعالى يكون بألطافه وعناياته وتوجيهه عز وجل ، بحيث يختار المعصوم
الطاعة دائما ولايقع في المعصية، وليس ذلك إجبارًا من الله للمعصوم، لإن قدرته على المعصية موجودة ، لكنه
لايختارها أبدا. ولتقريب المعنى نقول: إن كل إنسان (معصوم نسبيا) عن عدد من الأمور بحيث يعلم كل من يعرفه
أنه لا يرتكبها، ولو جاءهم شخص وأخبرهم أنه رآه يعمل كذا أو يقول كذا، لقالوا له : هذا لايكون ولا يصدر منه ..
مع أنه يقدر على ذلك .
فالعصمة الإلهية للأنبياء والأوصياء عليهم السلام لاتعني سلبهم القدرة على معصيته ومخالفته، بل تعني وصولهم
الى درجة كمال لايرتكبون معها المعصية .
أما قولك: إن الله تعالى لو جعل أي شخص معصومًا لكان مثلهم تمامًا، فهو صحيح، ولكن الله تعالى لايعطي
العصمة إلا باستحقاق، ولا يعصم إلا من يعلم أنه لو لم يعصمه لكان في درجة يستحق معها العصمة؛ وحتى الذين
عصمهم من صغرهم؛ فإن هذا يكشف أنه لو لم يعصمهم من الصغر لبلغوا بطاعتهم مرتبة يستحقون معها العصمة
. في الكبر: (إنه كان بعباده خبيرًا بصيرا) سورة الاسراء - ٣٠
بقاء تسديد الانبياء:
نص السؤال: هل من الممكن ان يحجب التسديد عن اي نبي من الانبياء من اجل مصلحة الهية ، كان يختار النبي
بعض اشخاص علي انهم الاصلح، ثم يتبين له فيما بعد انهم الافسد، مثل قضية النبي موسى عندما طلبوا منه رؤية
المولي عز وجل ؟
نص الجواب: لا يمكن حجب التسديد عن النبي ولا آنًا واحدًا، لأنّ الله لا يكل النبي الى نفسه، بل كلّ أقواله وأفعاله
تمثل إرادة الله ومشيئته.
النبوة عامّة وخاصة:
نص السؤال: ما معنى النبوة في اصول الدين ؟.. وما الدليل على ذلك ؟.. وهل يوجد ذلك في القرآن الكريم ؟
نص الجواب: النبوة عامّة وخاصة ، فالعامّة هي نبوّة الأنبياء السابقين، والخاصّة نبوة نبي الاسلام محمد صّلى الله
عليه وآله وسّلم، ويجب على كلّ مسلم الايمان بالنبوة العامة والخاصّة ، لأنّ العامّة قد أخبر بها القرآن الكريم، فعدم
الايمان بنبوة اولئك الأنبياء تكذيب للقرآن، وهو كفر. ولأنّ الخاصّة من لا يؤمن بها فليس بمسلم، فإنّ محمدًا هو
١٤
رسول الاسلام، وهو المبّلغ للاحكام، وعدم الايمان به خروج عن الدين والاسلام وقد قال تعالى: إنّ الدين عند الله
هو الاسلام .
حسنات الابرار سيئات المقربين:
نص السؤال: في اي قسم من أقسام التشريع احكام التشريع( واجب، حرمة، مستحب، مكروه، ومباح) يمكن
وضع تصرفات (افعال) الانبياء التي ورد فيها النهي من قبل الله تعالى، من قبيل: لا تقربا هذه الشجرة لآدم عليه
السلام، ولا تخاطبني في الذين ظلموا لنوح عليه السلام، ولا تكن كصاحب الحوت، للرسول الاكرم صلى الله
عليه وآله . وغيرها ...؟
نص الجواب: ان السائل يسأل عن معنى قول الله تعالى لنبيّه الكريم (فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك) غافر
٥٥ ومن معنى قول الله تعالى (فاعلم ان لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين ...) محمد | ١٩ وعن معنى |
غضب الله على نبي الله يونس الذي غضب لله على الامة الكافرة حيث دعا عليهم، فسجنه الله في بطن الحوت ثم
قال تعالى: (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون) الصافات ١٤٣ . ١٤٤
الهي افكر في علوك، فتهون عليّ : « وعن معنى بكاء الامام امير المؤمنين(ع) على ذنوبه وبثه شكواه وقوله
... » خطيئتي، ثم اذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليتي
ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أبك، أما آن لي أن استحي من » وعن معنى قول الامام زين العابدين
... » ربي
» عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك » Sad وعن معنى قول الامام الكاظم(ع
» اللهم اني اسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب » وكان يقول
انا الذي أسأت وأنا الذي أخطأت أنا الذي هممت أنا الذي « ... وعن معنى قول الامام الحسين(ع) في يوم عرفه
... » . جهلت ... أنا الذي اعترفت بنعمتك عليّ وعندي ، وأبوء بذنوبي فاغفرها لي
الجواب : ان الاعمال التي يقوم بها الرسول(ص) والائمة سلام الله عليهم هي اعمال صالحة حسنة ، ولكن بعض
اعمالهم الصالحة والحسنة يوجد أحسن وأصلح منها ، وهم سلام الله عليهم يعدّون فعل الصالح مع ترك الاصلح
سيئة وذنبًا ؛ فالشريعة التي أمرنا بها هي الامر الصالح ويوجد روح بهذه الشريعة وهو الاصلح والاحسن الذي لم
يمكن أمر الناس به . وهذا الاصلح والاحسن قد لا يعمله النبي او الامام في بعض الاحيان فيعدّ الامام أو النبي ذلك
ذنبًا قد ارتكبه فيستغفر الله سبحانه وتعالى .
اي ان الابرار من بني البشر الذين « حسنا ُ ت الابرار سيئات المقربين » : وعلى هذا نستفيد قانونًا عامًا الا وهو
يعملون الحسنات تكون هذه الحسنات عند المقربين سيئة ، لان الصالح يكون له أصلح ، فان عمل المعصوم الصالح
وترك الاصلح فهو سيئة ، وان فعل الحسن وترك الاحسن فهو سيئة . وبهذا إتضح ان الافعال التي نهي عنها
الانبياء اما مستحبة او مباحة يوجد أفضل منها ؛ ولهذا يتضح ان ما أمرنا به الله تعالى هو القانون العام على جميع
البشر ، الا أن هناك مضمارًا وسباقًا للصالحين يتسابقون في الوصول الى الله ، فبعض يصل الى بعض درجاته ،
وبعض يصل الى درجاته العليا ؛ فمن يصل الى درجات القرب الى الله يرى نفسه مقصّرًا في عدم الوصول الى
الدرجات العليا من الطاعة والاتصال بالله والفناء فيه . فالمعصومون حينما يرتقون في صفاء نفوسهم من مرتبة الى
مرتبة عالية يستغفرون ربهم عن المرتبة السابقة الدنيا .
١٥
« انه ليغان على قلبي حتى استغفر الله تعالى في اليوم والليلة سبعين مرة » : وقد ورد عن رسول الله (ص) انه قال
وقد قيل في تفسيره: ان النبي (ص) لما كان قلبه أتم القلوب صفاءً واكثرها ضيّاءً ، وكان مع ذلك مبيّنًا لشرائع
الاسلام ومؤسسًا لسنة الدين ميسّرًا غير معسّر ، فلم يكن له بدّ من النزول الى بعض الرخص والالتفات الى حضّ
النفس البشرية ، فكان اذا تعاطى شيئًا من ذلك أسرعت كدورة ما الى قلبه لكمال رقته ونورانيته ، فكان(ص) اذا
أحسّ بذلك عدّه على النفس ذنبًا فاستغفر منه .
وقد كان رسول الله(ص) قد صدر منه الاذن عن الحرب لبعض المسلمين الضعيفي الايمان لاجل جلبهم الى الاسلام
وعدم تنفيرهم م
asim
asim
Admin

المساهمات : 208
تاريخ التسجيل : 21/01/2011
العمر : 42
الموقع : السودان

https://althagalin.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى