منتدى سيد الثقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر ادارة منتدى سيد الثقلين دعوة جميع زوارها الكرام بالانضمام الينا
لنكون سويا في بيت الحبيب صلى الله عليه وسلم
فتحيا بكم دار السنة وتنير بكم منابر الحق
فدمتم في الدار اهلا وللسنة سندا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى سيد الثقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر ادارة منتدى سيد الثقلين دعوة جميع زوارها الكرام بالانضمام الينا
لنكون سويا في بيت الحبيب صلى الله عليه وسلم
فتحيا بكم دار السنة وتنير بكم منابر الحق
فدمتم في الدار اهلا وللسنة سندا
منتدى سيد الثقلين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بشارة احمد في الانجيل 2

اذهب الى الأسفل

بشارة احمد في الانجيل 2 Empty بشارة احمد في الانجيل 2

مُساهمة  asim الجمعة 16 ديسمبر - 17:33

* شكرا للبر فسور / عبد الأحد داود
* والآن جاء دور الجمهور فلنستمع من أحد الباحثين عن الحقيقة فليتفضل
* بسم الله الرحمن الرحيم أطلب منكم أن تعطوني وقتا كافيا لكى اشرح شرحا وافيا لكل فقرة
* سوف نعطيك وقتا كافيا دون مقاطعة و إنصات كامل
شكرا لكم جميعا
بسم الله الرحمن الرحيم يذكر " وفى تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز فى برية اليهودية .
قائلا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات . فإن هذا هو الذى قيل عنه بإشيعاء النبى القائل
صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة "( ٢) .ويستمر قائلا : - "
فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقين يأتون إلى معموديته قال لهم : يا أولاد الأفاعي
من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى ..فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا
فى أنفسكم لنا إبراهيم أبا لأنى أقول لكم إن الله قادر أن يقيم م ن هذه الحجارة أولادا لإبراهيم "
والآن قد وصفت الناس أصل الشجرة . فكل شجرة لا تصنع ثمار جيدا تقطع وتلقى فى النار .
أنا عمدكم بماء التوبة ، ولكن الذى يأتى بعدى هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أحمل حذاءه
هو سيعمدكم بالروح القدس ونار .
الذى رفشه ( ٣) فى يده وسين قى بيدره ( ٤) ويجمع قمحه إلى المخزن ، وأما التبن فيحرقه بنار لا
تطفأ " .
والمتأمل فى هذه النبوءة يستطيع أن يضع يده على عدة حقائق منها :-
١ – يتحدث يوحنا المغتسل ( يحيى بن زكريا ) عن التوبة لأنه قد اقترب ملكوت السماوات
..وإذا عرفنا أن المسيح قد عاصر يوحنا فإننا ندرك أن المراد بقوله " اقترب
٣ – رفشه : أى معوله و فأسه ( ص ٧٩ )  ١ – بشارات الأنبياء بمحمد
٥٤
٤ – البيدر : هو الجرن الذى يدرس فيه القمح ثم يذرى لفصل القمح عن (١٢ – ١ : ٢ – إنجيل متى ( ٣
التبن.
ملكوت السماوات " ليس المسيح وإنما هو محمد ص لى الله عليه وسلم خصوصا وأن الأناجيل
تصرح بأن دعوة المسيح كانت " قد اقترب ملكوت السماوات .. " فكما أن المسيح كان يطلب
من تلاميذه أن يبشروا باقتراب الملكوت .. ، فهذا يدل على أن البشارة بمحمد صلى الله عليه
وسلم .. ولو أراد يوحنا أن يبشر بالمسيح لقال " قد جاء الملكوت " بدل " اقترب الملكوت " .
يستشهد يوحنا بما تنبأ به إشيعاء النبى " صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب أصنعوا
سبله مستقيمة " وهذه النبوءة تتحدث عن الصوت الصارخ وهذا الصوت ليس يوحنا .. لأنه
يشير إلى " هذا الذى قيل عنه .. " وهو المسيح عليه السلام الذ ى صرخ أعدوا طريق الرب ..
الخ " وذلك تمهيدا للرسالة الخاتمة .. رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هو الذى يمهد طريق
الرسالة الخاتمة ..
٣ – إن يوحنا يوبخ الصدوقيين والفريسيين على استنادهم لمجرد النسب لإبراهيم عليه السلام
ويطالبهم بالعمل الذى يليق بالتوبة .. وألا يهربوا من العمل إلى الأوهام فإن إبراهيم عليه
السلام لا يتشرف بانتسابهم إليه والحجارة أفضل منهم إن لم يؤمنوا والله قادر على أن يجعل
من الأحجار أبناء لإبراهيم " ..
٤ – "والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة " والشجرة هم بنو إسرائيل حيث عبر عنهم
بالشجرة إذ تتابع ت فيهم النبوات والرسالات وقد خصهم الله بهذا الفضل ردحا من الزمان ..
ولكن لما غلظت قلوبهم حكم عليهم بالطرد .. وانتقلت الرسالة منهم إلى بنى إسماعيل ..
ويوحنا يقول " والآن وضعت الناس على أصل الجرة " أى بدأ استئصالها من عالم الاصطفاء
.. ويعلل لذلك بأن كل شجرة لا تصنع أثمارا جيدة تقطع وتلقى فى النار ..
٥ – وما دامت الشجرة قد بدأت تقطع فإن قاطع الشجرة هو المسيح عيسى بن مريم حيث هو
آخر الأنبياء إلى إسرائيل .. وبه انتهت خصوصية الاصطفاء لهم ..
٦ – حينما يأتى نبى بعد أن يقطع الشجرة فهو يأتى من شجرة أخرى .. هى شجرة إس م اعيل
عليه السلام ..
٧ – يشير يوحنا إلى طريقة التعميد فى هذا الجانب وهى طريقة خاصة تليق بهذه الشجرة " أنا
أعمدكم بماء التوبة .." وهذه هى طريقة التعميد إلى زمن المسيح عليه السلام ..وهى الطريقة
التى ستنتهي بانتهاء عهدها ( ولا زال التعميد بالماء فى شريعة المسيحيين )
٨ – ولكن الذى يأتى بعدى .. هو أقوى منى .. وهذا إشارة إلى النبى محمد صلى الله عليه
وسلم .. وليست إشارة للمسيح فقلد كان المسيح عليه السلام مطاردا حتى رفعه إلى السماء أما
محمد صلى الله عليه وسلم فقد هزم أعداءه .
٥٥
لست أهلا أن أحمل حذاءه ..
وهذه العبارة ليست تنطبق على المسيح لأنه ذهب وتعمد على يدي يوحنا .. ولكنه ينطبق على
.  خاتم الرسل محمد
هو سيعمدكم بالروح القدس .. وهذا إشارة للشريعة الجديدة التى لا تحتاج إلى طقوس .. بل
يكفى أن يقول الإنسان ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ليصير مؤمنا حقا .. تحل فيه روح
الإيمان ..
الذى رفشه فى يده .. الخ يذكرنا هذا بما جاء فى القرآن الكريم وصفا للنبي صلى الله عليه
وسلم وأمته ( ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآذره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب
الزراع ليغيظ بهم الكفار .. )( ١) والرفش الفأس أو ما قاربه من الآت الزراعة .
سينقى بيدره : والبيدر هو الجرن أى المكان الذى يدرس فيه القمح .. وفى هذا إشارة دقيقة
إلى الكعبة ومكة ويستطيع القارئ أن يربط بين البيدر ومكة لأن مكة هى المكان الذى يجتمع
فيه المسلمون للحج .. والطواف حول الكعبة أشبه بما يحدث فى البيدر أو الجرن ( عندما كان
يدرس الفلاح قمحه بالنورج الذى يدور فى حركة دائرية أشبه بالطواف حول الكعبة ) وتتفتح
دلالة هذه الكلمة على مكة أكثر حينما نتأمل قوله " سينقى بيدره " أى سينظف الجرن .. ولم
.  يحدث أن نظف أحد بيدره إلا محمد
ذلك أن مكة بلد يحرم على المشركين دخولها والاقتراب من ال م سجد الحرام قال تعالى : ( إنما
المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا .. )( ٢) وهكذا نقى محمد صلى الله
عليه وسلم بيدره .. وصارت مكة بلدا لا يرتاده إلا المسلمون .. وتأمل استخدام السين للدلالة
على المستقبل .. مما يؤكد أن المقصود محمد صلى الله عليه وسلم .
وبخصوص تنقية البيدر( ٣) فلم يتسن لعيسى ولا ليوحنا أن ينقى بيدره كما نقى محمد بيدره ..
" ويجمع قمحه إلى المخزن وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ " والقمح هنا إشارة إلى من آمن
برسالة محمد صلى الله عليه وسلم .. أما التبن فهم الغثاء الذين لم يقبلوا رسالت ه عليه السلام ..
فهم أهون على الله من الهباء .. فهو يحرقهم بنار الجحيم التى لا تطفأ . والآن أظننى قد
أوضحت معالم هذه النبوءة التى جاءت على لسان سيدنا يحيى بن زكريا .. وهناك غيرها من
النبوءات.
وقد يقول قائل إن المسيحيين لا يسلمون بهذه التفسيرات للنبوءات ول ه م تفسيراتهم الخاصة ..
ونقول : إننا عرضنا النصوص واستقينا منها الحقائق ..فإما أن تكون النصوص مستقيمة
وسليمة فيكون ما استقيناه منها صحيحا .. ولا يهمنا بعد ذلك إذا تحكم متحكم بهواه .. وقال
حسب رغباته فى النص وإما أن تكون النصوص غير مستقيمة فى اعتقادهم وتحتاج إلى آراء
( ٢ – سورة التوبة (الآية ٢٨ ( ١ – سورة الفتح (الآية ٢٩
٥٦
٣ – ظلت عادة درس القمح فى الجرن بالنورج حتى عهد قريب فى مصر و غيرها قبل أن تحل الآلات محل هذه الآلة القديمة.
الناس للحكم عليها .. وعلى هذا تلزمهم الحجة بأن الواجب يحتم عليهم إعادة النظر فى هذه
النصوص ورفضها .. وإذا كان اليهود لا يسلمون للنصارى بتفسيراتهم لنصوص التوراة
المبشرة بعيسى عليه السلام والنصارى لا يهتمون باعتراض اليهود فكذلك الشأن على نبوءات
الإنجيل والتوراة بمحمد صلى الله عليه وسلم .وشكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمه الله
. ( وبركاته( ١
* شكرا وأجد البر فسور عبد الأحد داود يريد أن يتحدث فليتفضل .
الذين (Essenes ) بسم الله الرحمن الرحيم كان يحيى من طائفة دينية يهودية تسمى الأسينيين
وقد أعلن أنه كان يعمدهم بالماء كرمز (Ebionites ظهر منهم النصارى الأوائل ( الإبيونيون
لتطهير القلوب بالتوبة و لكن نبيا آخر قادما بعده سوف يعمدهم بالروح القدس والنار وسوف
يجمع القمح إلى مخزنه ويحرق القش بنار لا تخمد . كما أعلن أن القادم بعده سيكون أعلى منه
مكانة من حيث السلطة والكرامة لدرجة أن يحيى قال عن نفسه أنه : ( لا يستحق شرف
.( الانحناء وحل رباط حذاء ذلك النبى )( ٢
وقد وردت إشارة مبهمة فى الأسئلة التى وجهت إلى النبى يحيى من قبل الكهنة واللاويين ،
فقد سألوه ثلاثة أسئلة على التوالي ( هل أنت المسيح ؟ هل أنت إيليا ؟ هل أنت ذلك النبى ؟ )
وعندما أجابهم على كل سؤال بالنفي قالوا له : ( إذا لم تكن المسيح ولا إيليا ولا ذلك النبى ،
إذن فلماذا تعمد ؟ )( ٣) وهكذا فإنه حسب الإنجيل الرابع لم يكن يحيى المعمدان هو المسيح ولا
إيليا ولا ذلك النبى ، وإنني أسأل الكنائس المسيحية التى تؤمن أن ملهم جميع هذه الأقوال
المتضاربة هو الروح القدس ، أى ثالث الآلهة الثلاثة ، من يعنى أولئك الأحبار اليهود
واللاويون بقولهم ( وذلك النبى ؟ ) فإذا كانت الكنائس تدعى عدم معرفتهم ( بذلك النبى ) فما
هى الفائدة من هذه الأناجيل المحرفة المشكوك فيها ؟ أما إذا كانت الكنائس تعرف من هو
( ذلك النبى ) فلماذا تبقى صامتة ؟.
لقد اعتاد يحيى فى البرية أثناء مواعظه ل لجماهير أن يصرخ بصوت عال ويقول : ( أنا
أعمدكم بالماء للتوبة وغفران الخطايا ، ولكن هناك شخص قادم بعدى أقوى منى لدرجة أنني
لا أستحق حل رباط حذائه ، وهو سيعمدكم بالروح والنار )( ٤) هذه الكلمات رويت بصور
مختلفة فى الأناجيل ولكن بنفس المعنى ، مما يدل على أكبر قد ر من الاحترام والتقدير
للشخصية القوية ذات الكرامة الرفيعة التى يتمتع بها النبى القوى المتنبأ عنه . وهذه الكلمات
الصادرة عن يحيى المعمدان تصف الأسلوب الشرقي فى استضافة وتكريم الضيف عند دخوله
منزل مضيفه حيث يسارع المضيف أو أحد أفراد عائلته لخلع حذاء ضيفه و مرافقته إلى
(١١ : ٢ – إنجيل متى ( ٣ (١٦٨ – ١ – الاختلاف و الاتفاق بين إنجيل برنابا و الأناجيل الأربعة ( ص ص ١٦٣
٥٧
(١١ : ٤ – إنجيل متى ( ٣ (٢٥ – ١٩ : ٣ – إنجيل يوحنا ( ١
مجلس مريح . وعندما يغادر الضيف يتكرر التكريم حيث ينحني المضيف ثانية لعقد رباط
الحذاء .
والذي قصده يحيى المعمدان من قوله أنه لوقدر له أن يقابل ذلك النبى العظيم فإنه سوف يعتبر
نفسه غير جدير بشرف الانحناء وحل رباط حذائه ، ومن هذا الولاء الذى قدمه يحيى سلفا
يبدو أن النبى الذى بشر بقدومه كان معروفا لدى كافة الأنبياء بأنه سيدهم وسلطانهم وك بيرهم
وإلا لما قال نبى من أنبياء الله – مثل سيدنا يحيى – هذا القول المتواضع .
والآن بقيت مهمة تحديد هوية " ذلك النبى "
(ا ) النبى الذى جرى التنبؤ عنه لماذا لم يكن عيسى المسيح ؟
(ب) النبى الذى جرى التنبؤ عنه هل هو محمد بالذات ؟
إن عيسى لا يمكن أن يكون موضوع نبوءة يحيى للأسباب التالية :
إن كلمة ( بعدى ) تستبعد عيسى أصلا لأن عيسى ويحيى ولدا فى سنة واحدة وعاصر أحدهما
الأخر ، يقول يحيى ( إن ذلك الآتى بعدى أقوى منى ) وكلمة ( بعدى ) هذه تدل على مستقبل
غير محدد وبلغة النبوءة فهي تعبر عن دورة أو أكثر من دورات الزمن . ومن المعروف جيدا
لدى المتصوفة أنه فى كل دورة زمنية تقدر بنحو خمسة أو ستة قرون يظهر نبى لامع يمتد
أثره فى أنحاء العالم وتدوم إصلاحاته عدة أجيال إلى أن يحين ظهور نبى آخ ر . وهكذا فقد
ترصع تاريخ الدين الحق من إبراهيم إلى محمد بأسماء بارزة منها إبراهيم وموسى و داود
وعيسى ومحمد . وجد يحيى أمته تعانى من حكم الإمبراطورية الرومانية وملوك اليهود
الأشرار ، وشاهد رجال الدين الفاسدين يضللون الشعب اليهودي ويفسدون الكتب المقدسة
ويروجون الأساطير الخرافية حتى فقد اليهود كل أمل إلا أملهم بأن أباهم الأكبر لإبراهيم
سيخلصهم ، فقال لهم يحيى إنهم لا يستحقون أبا مثلا إبراهيم وإن الله قادر على إنهاض
٩ )وكان اليهود آنئذ ( كما هم اليوم ) ينتظرون مسيحا من / لإبراهيم من الحجارة ( متى ٣
سلالة داود ليأتي ويعيد لهم مملكة داود فى القدس . وعندما وجه الوفد اليهودي السؤال إلى
يحيى : ( هل أنت الم سيح ؟ ) أجاب يحيى بالنفي على هذا السؤال وما تلاه من أسئلتهم (
٢١ ) وإذا أهملنا المبالغات الواضحة التى أضيفت إلى الأناجيل فمن المؤكد -٢٠ / يوحنا ١
أن يحيى قدم عيسى إلى الجماهير على أنه المسيح الحقيقي ونصح الناس بطاعته واتباع
تعلمياته وإنجيله ، كما أخبرهم أن هنالك نجما أخيرا ، من العظمة عند الله وفى الدنيا ، بحيث
أن يحيى لا يستحق حل رباط حذائه .
لو كان عيسى المسيح هو المقصود بعبارة يحيى فالمفروض أن يلتحق يحيى بعيسى ويخضع
له كتلميذ وتابع ، ولكنه لم يفعل ذلك بل على العكس نجده يعظ ويعمد ويستقبل التلاميذ ويوبخ
٥٨
الملك هيرودس ويقرع الطبقات الحاكمة اليهودية ويتنبأ بمجيء نبى آخر أقوى منه دون أن
يعير أدنى التفات لوجود ابن خالته عيسى فى يهودا أو الجليل .
لقد جعلت الكنائس النصرانية من عيسى المسيح إلها أو ابن إله رغم كونه مختونا مثل كل
الإسرائيليين ومعمدا على يد النبى يح يى مثل اليهود العاديين مما يثبت عكس ذلك ، والكلمات
التى قيل أنه جرى تبادلها بين يحيى وعيسى فى نهر الأردن تبدو تحريفا وابتذالا واضحا فلو
كان عيسى حقيقة هو الشخص الذى تنبأ به يحيى على أنه (أقوى) منه لدرجة أنه لم يكن أهلا
للانحناء وحل رباط حذائه وأنه ( سوف يعمد بالروح والنار ) لو كان الأمر كذلك لما كان
هناك أى معنى لتعميد عيسى فى النهر كأى يهودى آخر على يد شخص أقل منه ، أما التعبير
المنسوب لعيسى ( يجدر بنا أن نحقق كل العدالة ) فهو غير مفهوم بتاتا فلماذا تتحقق كل
العدالة لمجرد تعميد عيسى ؟ هذا التعبير تحريف وتشويه واضح ومتعمد .
ومن وجهة نظر إسلامية فإن المعنى الوحيد لهذا التعبير أن يحيى أدرك الطابع التنبؤى لعيسى
واعتقد لأول وهلة أنه النبى العظيم خاتم رسل الله وبالتالي أحجم عن تعميده ولكن حينما أخبره
عيسى بهويته الحقيقية وافق يحيى على تعميده .
عندما كان يحيى فى السجن أرسل تلاميذه إلى عيسى يسألونه : ( هل أنت النبى الموعود ؟ أم
٣) مما يظهر بجلاء أن يحيى لم يكتشف نبوءة عيسى إلا / ننتظر واحد غيرك ؟ ) ( متى ١١
بعد أن سمع عن معجزاته وهو فى السجن ، وهذه الشهادة من متى تناقض الإنجيل الرابع
٢٩ ) الذى يدعى أن يحيى عندما رأى عيسى قال : ( انظروا حمل الله الذى يمسح / ( يوحنا ١
( أو يتحمل ) خطيئة العالم ) ، كما يبدو أن كاتب الإنجيل الرابع لم يعرف شيئا عن استشهاد
.(٢٩-١٤/ ١٢ ، مرقص ٦ -١٠/ يحيى ( متى ١٤
ومن وجهة نظر إسلامية بحتة فإنه يستحيل على نبى كيحيى أو أى نبى آخر أن يستخدم تعبيرا
إلحاديا كهذا عن عيسى المسيح ، لقد كان لب رسالة يحيى الحض على التوبة بمعنى إن كل
شخص مسؤول عن خطيئته وعليه أن يتحمل وزرها أو أن يمحوها بالتوبة ، فالمعمودية كانت
عبارة عن وضوء يرمز إلى طرح الخطايا بالإضافة إلى الإقرار بالذنوب وتعويض من تضرر
بها أو طلب السماح منه والعزم على عدم ارتكاب الذنوب ثانية ، ولو كان عيسى ( حمل
الله ) الذى يمسح خطايا العالم لكان وعظ يحيى بالتالى سخيفا وعديم الجدوى ، إن الخطأ الذى
شوه دين الكنائس هو نظرية التضحية التى تتم نيابة عن الآخرين وهى نظرية سخيفة ، فهل
مسح ( حمل الله ) خطايا العالم ؟ إن صفحات التاريخ الكنسى المظلمة ستجيب على ذلك
السؤال بالنفى القاطع و ( الحملان ) فى مقصورات الاعتراف يخبرون أن النصارى – رغم
علمهم وحضارتهم – يرتكبون من الخطايا وأعمال القتل والسرقة والانغماس فى الشهوات
والزنا والحروب والمظالم وحب المال ما هو أشد هولا مما ترتكبه بقية البشرية جمعاء .
٥٩
إن يحيى المعمدان لا يمكن أن يكون السلف المبشر بعيسى على النحو الذى تفسره الكنائس
الأناجيل تقدمه لنا على أنه ( صوت يصرخ فى البرية ) كتحقيق لعبارة جاءت فى ( سفر
( ١/ ٣ ) ، وكممهد لبعثة عيسى المسيح استنادا إلى قول ال نبى ملاخى ( ملاخى ٣ / إشيعاء ٤٠
ولو كانت مهمة يحيى إعداد الطريق لعيسى الذى سيجيء فجأة إلى هيكله فاتحا منتصرا حيث
٩) فإن تلك -٧/ يقيم دين ( السلام ) ويجعل القدس بهيكلها أكثر مجدا من ذي قبل ( حجى ٢
المهمة قد لاقت الفشل الذريع والإحباط الكامل فبدلا من أن يستقبل يحيى أمي ر ه مظفرا فى
القدس عند بوابة الهيكل بين جموع اليهود فإن يحيى يستقبله عاريا مثله فى نهر الأردن ثم
يقدم سيده بعد تغطيسه فى الماء إلى الجماهير بقوله : ( هذا هو ابن الله ) أو فى مكان آخر
( انظروا حمل الله ) مما يعنى تحقيرا لشعب إسرائيل أو الكفر أو السخرية من ع يسى ، أو
يعنى كل هذه الأمور معا ، أو أنه يجعل من نفسه أضحوكة.
لقد أساءت الكنائس فهم الطبيعة الحقيقية لرسالة يحيى والمعنى الحقيقي لمواعظه .
عندما أتأمل قول يحيى ( إنه أقوى منى ) وأتخيل النبى يحيى وهو يوجه مواعظه بصوت عال
فى البرية أو على ضفاف الأردن إلى جم اهير اليهود الذين وراءهم حوالي أربعة آلاف عام
من التاريخ الديني ، ثم أستعرض الأسلوب الهادئ المنظم الرزين الذى كان يعلن فيه محمد
الآيات السماوية من القرآن على العرب الجاهليين ، ثم عندما أتفحص تأثير كل من هاتين
الدعوتين فى ضوء النتيجة النهائية لكل منهما حينئذ أتفهم ضخامة الفرق الشاسع بينهما وأدرك
أهمية الكلمات القائلة ( إنه أقوى منى ) .
وعندما أتخيل قصة القبض على يحيى المعمدان الأعزل من قبل هيردوس أنتيباس ثم قطع
رأسه بصورة وحشية وعندما أتابع الروايات المضطربة والمأساوية لعيسى ( أو يهوذا
الإسخريوطى ) من قبل بيلا طس وتتويجه بتاج من الشوك على يد هيرودس وما تبع ذلك فى
كالفارى ، وبالمقابل أتأمل الدخول المظفر لسلطان الأنبياء إلى مكة وتدميره جميع الأصنام
وتطهير الكعبة ، ومنظر أعدائه المدحورين بقيادة أبى سفيان وهم على قدمي ( الشيلواح )
رسول الله المظفر يطلبون منه العفو والرحمة ويعلنون إيمانهم بالدين الجديد ، وعندما أتأمل
خطبة الوداع لخاتم الأنبياء ( اليوم أكملت لكم دينكم ..) الآية ، عندئذ أفهم تماما معنى كلام
يحيى حين قال : ( إنه أقوى منى ) .
ما هى حقيقة التعميد التى كان يمارسها كل من عيسى ويحيى عليهما السلام ؟
لقد أعترف مؤلف الإنجيل الرابع أن عيسى وتلامذته اعتادوا أن يتعمدوا بالماء مع يحيى
٢٣ ) مما يناقض النص الذى ورد فى نفس الإنجيل : ( إن عيسى لم -٢٢/ المعمدان ( يوحنا ٣
يعمد نفسه ولكن عمد تلاميذه فقط )( ١)، لقد مارس عيسى المعمودية تماما كما كان يفعل يحيى
٦٠
فى جداول المياه وأم ر تلاميذه أن يفعلوا الشيء نفسه مما يبين تماما أنه لم يكن الشخص
. ( ١١ / المقصود بنبوءة عن النبى القوى الذى يعمد بالروح وبالنار ( متى ٣
ولا يحتاج الأمر إلى ذكاء خارق لفهم هذه الحجة . وإذا كانت الكلمات والمواعظ والنبوءات
تحمل أى معنى أو هدف أو مغزى فإن كلمات يحيى تعنى أن التعميد سوف يستمر بالماء حتى
ظهور ال ( الشايلوه ) أى رسول الله وعندئذ يصبح التعميد بالروح والنار . هذا هو الاستنتاج
المنطقي الوحيد والمفهوم الذى يمكن استخلاصه من موعظة يحيى كما هى مدونة فى الفصل
الثالث من إنجيل متى . إن التعميد بالماء يختلف تم اما عن التعميد بالروح والنار . فالأول يتم
عن طريق التغطيس أو غسيل الجسم بالماء كعلامة على التوبة أما الثانى فلم يعد يتم بالماء
ولكن بالروح القدس والنار وتأثيره يتجلى فى تغير كامل للقلب والإيمان والمشاعر . الأول
يطهر الجسم والثانى ينير العقل ويثبت الإيمان ، الأول يغسل السطح والثانى يغسل اللب . وقد
حل الغسل والوضوء فى الإسلام محل المعمودية اليهودية النصرانية وهو أمر لا يحتاج لنبي
أو لكاهن كي يؤديه للآخرين ولكن يقوم به المؤمن نفسه ، ولذا لم يعد النصارى أى مبرر
للتمسك بمعموديتهم بالماء إلى ما لا نهاية طالما أن أناجيلهم تنبأت بأن هذه المعمودية سوف
تلغيها معمودية أخرى غير الغسل بالماء ، ولمزيد من الإيضاح أطرح الملاحظات التالية :
( أ ) لقد وصفت الأناجيل معمودية كل من يحيى وعيسى بوضوح وهى منافية تماما لمعمودية
اليونانية ليس معروفا على وجه baptismos الكنائس . إن الأصل العبري أو الآرامى لكلمة
التأكيد ، علما أن نسخة ( البشيتا ) الآرامية تستخدم مقابلها كلمة ( معموديثا ) من الفعل (عمد)
و ( عمد) الذى يعنى الوقوف كالعمود ، وفى صيغة السببية ( عامد ) معناها : ( ينصب ، يقيم
، يؤسس أو يثبت ) وهكذا مما ليس فيه أية دلالة على الت غ طيس أو الرش أو الاستحمام ولكن
الأفعال العبرية : ( رحص ) بمعنى يستحم ( وتفل) بمعنى يغمس أو يغطس قد تعطى معنى
رغم أن الفعل (عمد) فى جميع اللغات السامية بما فيها العربية " Baptismos" الكلمة اليونانية
يعنى ( الوقوف منتصبا كالعمود ) ولا يحوى معنى الغسل أو الغط س ، ولذلك فإن كلمة (
baptismos معمودية ) لا يمكن أن تكون هى الكلمة الآرامية الأصلية التى ترجمت إلى
baptismos اليونانية ، كما أنه لا داعي لإيضاح أن كلا من يحيى وعيسى لم يسمعا قط كلمة
بصيغتها اليونانية وأنهما لم يستعملا كلمة ( تعميد ) لأنها لا تؤدى المعنى .
(٢ : ١ – إنجيل يوحنا ( ٤
اليونانية تحمل معنى ( صبغة ، وتلوين ، " Baptismos" (ب) إن الدلالة الكلاسيكية لكلمة
وتغطيس ) وأن الكلمة المقابلة بالآرامية لا يمكن أن تكون سوى ( صبأ ) وبالعربية ( صبغ )
ومن الحقائق المعروفة جيدا أن الصابئين الذين ورد ذكرهم فى القرآ ن وعند آباء الكنيسة
٦١
النصرانية القدامى ( مثل أبيفانوس وسواه ) كانوا من أتباع يحيى ، كما أن اسم الصابئة نفسه
الذى جاء فى الفصل السادس من كتاب ( حياة يسوع ) لمؤلفه الشهير ( أرنست رينان ) يدل
Essenians على المعمدانيين الذين مارسوا المعمودية وكانوا يعيشون حياة تقشف كالهس ائيين
وإذا ما تذكرنا أن مؤسس جماعتهم (بوداسب Ebionites والأبيونيين Al-Chassaites أو
كان أحد حكماء الكلدان فإن التهجئة الصحيحة لإسمهم تكون ( صباغى) بمعنى (Budasp
الصباغين ( أى المعمدانيين ) ، وكان مار شمعون من رجال الدين الكلدان الآشوريين
المشهورين فى القرن الرابع يدعى ( بارصباغى ) أى ابن الصباغين ويحتمل أن أسرته كانت
تنتمى إلى الصابئة ، ولأن القرآن يورد جميع الأسماء الأجنبية كما كان يلفظها العرب فقد ورد
اسم ( الصابئين ) مع همزة بدل الغين وهى فى الآرامية الأصلية ( الصابغين ) وهناك بعض
التفسيرات الأ خرى لكلمة ( صابئى ) فمثلا يفترض بعض المؤلفين أنها مشتقة من (
صابىء بن شيت ) ومع أنه لم يكن لدى الصابئة أية أمور مشتركة مع الكنائس النصرانية
سوى معموديتهم التى كانوا يسمونها ( السبعوثا ) إلا أنهم كانوا يدعون خطأ : نصارى يحيى
المعمدان .
لقد كانت هناك ثلا ث صيغ للمعمودية : واحدة لليهود والثانية للصابئة والثالثة للنصارى . أما
المعمودية اليهودية التى لم يكن لها أصل فى كتب اليهود المقدسة فقد اخترعت بشكل رئيسي
من أجل المعتنقين الجدد لليهودية وكان الكاهن اليهودى يعمد الذى يحوله إلى الدين اليهودى
باسم الله ، أم ا الصابئة فكانوا يعمدون باسم الله ويحيى ، ولكن القسيس كان يعمد باسم : الأب
والابن والروح القدس ولا يذكر اسم الله وعيسى صراحة ، ومن ذلك يظهر التباين بوضوح
بين الأنظمة المعمدانية الثلاثة . فاليهودى كموحد حقيقى لم يكن ليتحمل اقتران اسم يحيى مع
اسم ( الإلوهيم ) أما الصيغة النصرانية فكانت منافية لعقيدة اليهود والصابئة معا ، إن هذه
الأشكال المختلفة للمعمودية كانت عبارة عن عملية رمزية وقد استعملت الماء كمادة
لمعموديتها وبأسلوب متشابه وقد أطلق كل من الأديان الثلاثة عليه اسما مختلفا عن الآخر ،
باليونانية . ويحتمل " baptismos" فالصابئة استخدموا كلمة ( سبعوثا ) الآرامية التى تعنى
أن النصارى من الساميين اتخذوا اسم ( معموديثا) الذى لا توجد له أدنى علاقة من ناحية
لغوية مع الغسل أو التغطيس أو التطهير لمجرد تمييز معموديتهم عن معمودية الصابئة .
وهكذا حلت كلمة معموديثا محل ( سبعوثا ) ، والملاحظ أن ترجمة ( البشيتا ) الآرامية
٢) وهناك تفسير آخر قد / استخدمت كلمة معموديثا بمعنى بركة أو حوض الغسل ( يوحنا ٥
يؤدى إلى حل المشكلة وهو أن يحيى وأتباعه وعيسى وتلاميذه كانوا يجعلون التائب أو
المعتنق الجديد للدين يقف فى النهر مستقيما كالعمود أثناء غسله ومن هنا جاء لفظ ( عمد ) و
( معموديثا ) .
٦٢
كل شخص يقول إن المعمودية النصرانية ( Council of trent (ج) لقد لعن ( مجمع ترنت
تشابه معمودية يحيى وأتجرأ فأقول إن المعمودية النصرانية ليست خالية من الأثر الروحى
وحسب بل هى أيضا دون مستوى معمودية يحيى وإن م زاعم القساوسة النصارى عن
المعمودية أنها تطهر الروح من الخطيئة الأصلية هو ضرب من الدجل والشعوذة ، فالمعمودية
بالماء كانت مجرد رمز للمعمودية بالروح القدس والنار وبعد قيام الإسلام كمملكة الله الرسمية
لم يعد لوجودها أى مبرر إذ حلت محلها معمودية الله أى صبغة الله .
هى المرادف الدقيق لكلمة ( سبعوثا ) " Baptismos " (د) لقد اتضح لنا أن الكلمة اليونانية
الآرامية أى المعمودية ليست غسيلا أو تغطيسا أو حماما ولكنها ( سبعوثا ) أى صبغ وتلوين
وكما يعطى ( الصباغ ) لونا جديدا للثوب بغمسه فى غلاية الصبغ فإن يحيى المعمدان كان
يعطى التائب أو المعتنق الجديد للدين لونا روحيا جديدا ، وهكذا فإن كلمة ( صبغة ) فى
القرآن ( سورة البقرة الآية ١٣٨ ) قد كشفت الغموض عن نبوءة يحيى كما أثبتت أن القرآن
تنزيل مباشر من الله وأن الرسول الذى أنزل إليه القرآن هو الذى تنبأ به يحيى .
لقد كانت معمودية يحيى وعيسى رمزا لدخول التائبين فى المجتمع الذى تعهد بالولاء لرسول
الله الذى تنبأ كل من يحيى وعيسى بقدومه ، وكما كان الختان علامة على دين إبراهيم ومن
تبعه كذلك كانت المعمودية ( السبعوثا )علامة على دين يحيى وعيسى ، وكان ذلك تمهيدا لكي
يتوقع الجميع النبى الموعود ويدخلوا دين الإسلام .
٨ ) فإن معمودية يحيى كانت تمحو الخطايا إذ يذكر -٤/ (ه) حسب شهادة القديس مرقص ( ١
مرقص أن سكان يهودا والقدس ذهبوا إلى يحيى فعمدهم فى نهر الأردن وهم يعترفون
بخطاياهم أى أن المعمودية محت خطاياهم ، ومن المعروف أيضا أى العبارات الاثنتى عشرة
٢٠ ) لم تكن -٩/ الأخيرة التى أضيفت إلى الفصل السادس عشر من هذا الإنجيل ( مرقص ١٦
موجودة فى أى من المخطوطات اليونانية القديمة وحتى فى هذه العبارات المضافة لم ترد
عبارة ( باسم الأب والابن والروح القدس ) إذ يقول عيسى ببساطة : (اذهبوا وعظوا العالم
.( بإنجيلى ، فمن يؤمن ويعمد ينجو ، ومن لا يؤمن سوف يلعن )( ١
وطالما أن معمودية عيسى كانت نفس معمودية يحيى وطالما أن معمودية يحيى كانت كافية
٢٩ ) . و إذا / لغفران الخطايا فلا معنى للقول بأن حمل الله يتحمل خطايا العالم ( يوحنا ١
(١٦ – ١٥ : ١ – إنجيل مرقس ( ١٦
كانت مياه الأردن فعالة لدرجة غفران خطايا الجماهير الكثيرة نتيجة تعميدها فلا مبرر لسفك
دم " إله" لأجل نفس الغرض .
وقد ظل أتباع عيسى يمارسون معمدانية يحيى حتى ظهور القديس بولس على مسرح الأحداث
. والمعروف أن بولس كان فيسيا من أتباع الطائفة اليهودية المعروفة بالفريسسيي ن الذين ندد
٦٣
بهم كل من يحيى وعيسى وسمياهم ( أبناء الأفاعى ) ، والملاحظ أيضا أن مؤلف الكتاب
٧ ) ليس عن طريق -٢/١٧،١٩-١٦/ الخامس فى العهد الجديد المسمى ( أعمال الرسل ٨
التعميد باسم عيسى ولكن بواسطة ( وضع الأيدى ) وقد ذكر بوضوح أن معموديتى عيسى
ويحيى كانتا متماث لتين فى طبيعتهما وفعاليتهما وأنهما لم تنزلا الروح القدس على الشخص
الذى جرى تعميده من قبل عيسى أو يحيى أو باسم أى منهما . ولكن بوضع أيدى الحواريين
على الشخص المعمد يمس الروح القدس قلبه فيملأه بالإيمان ومحبة الله ، وحتى لو كان ذلك
صحيحا فإن هذه الهبة الإلهية التى يحتمل أن تكون أعطيت للحواريين فقط لا يمكن أن يدعيها
خلفاؤهم المزعومون فى الكنيسة .
(و) وإذا كانت الأناجيل فى حديثها عن المعمودية تعنى أى شىء فإنها تعطى الانطباع أنه لم
يكن هنالك فرق بين المعموديتين سوى أنهما كانتا تمارسان باسم يحيى أو عيسى ، ولكن
الفريسى الكبير بولس ( شاؤول ) لم يذكر كلمة واحدة عن يحيى المعمدان الذى وصم طائفة
الفريسيين بالوصف الكريه ( أبناء الأفاعى ) وتلاحظ لمسة من الحقد ضد يحيى ومعموديته فى
الملاحظات التى أبداها لوقا فى ( أعمال الرسل ) لأن لوقا كان تلميذا ومرافقا لبولس ، غير أن
إقرار لوقا بأن المعمودية باسم عيسى لم تكن تتم بالروح القدس يعتبر برهانا حاسما ضد
الكنيسة التى حولته اعتباطا إلى ألغاز وطقوس سرية . إن معمودية عيسى كانت استمرار
لمعمودية يحيى لا أكثر أما المعمودية بالروح القدس وبالنار فقد اختص بها الإسلام . وأن ما
كتبه لوقا فى أع مال الرسل عن أثنى عشر شخصا من السامرة لم يتلقوا الروح القدس لأنهم
١٧ ) دليل حاسم على بطلان مزاعم الكنيسة . -١٦/ عمدوا فقط باسم عيسى ( أعمال الرسل ٨
لقد أطلت عليكم شرح قضية التعميد حتى نتفهم ما هو الهدف من التعميد .
لم يتبقى إلا شرح التعميد " بالروح القدس وبالنار ".
كثيرا ما كنت أعجب من الصابئة الذين انتشر مذهبهم فى شبه جزيرة العرب وما بين النهرين
. كيف أنهم لم يعتنقوا النصرانية مع أن المفروض أن يحيى أعلن على الملأ أن عيسى كان
النبى الأقوى منه وأن عيسى كان المسيح الذى لم يصل يحيى إلى درجة تسمح له بحل رباط
. (١١/ حذائه ؟ ( متى ٣
فلو كان عيسى هو رسول الله الذى تنبأ به يحيى والذي جاء ليعمد بالروح والنار فى الوقت
الذى كان عيسى يعمد الجموع بماء الأردن لو كان ذلك صحيحا لنشأ التساؤل : لماذا لم يعمد
بالروح والنار . ولماذا لم يتغلب على الوثنية فى الأراضى التى وعدها الله لسلالة إبراهيم ثم
يؤسس مملكة الله بالقوة والنار ؟ وكيف يمكن تفسير أن أتباع يحيى لم يتبعوا عيسى مع أن
المفروض أن يحيى قدم عيسى للجمهور على أنه سيده والأعلى منه مرتبة . وقد يعفى أتباع
يحيى من الدخول فى الكنيسة النصرانية فيما لو جاء عيسى بعد قرن مثلا من مجىء يحيى .
٦٤
ولكن الأمر لم يكن هكذا فقد عاصرا بعضهما البعض حتى أنهما ولدا فى نفس العام وتعمدا
بالماء وبشرا أتباعهما بمملكة الله الوشيكة والتى لم تظهر فى عهدهما .
لقد كان الصابئة أو ( الصباغون ) أو ( المعمدانيون ) أتباع يحيى المخلصين ومن المحتمل
أنهم وقعوا ضحية ل لخطأ والأساطير ولكنهم كانوا يعلمون تماما أن عيسى لم يكن الشخص
المقصود بنبوءة يحيى وكذا دخلوا الإسلام عندما جاء محمد .
يختلف المفهوم الإسلامى واليهودى للروح القدس جذريا عن المفهوم النصرانى . فالروح
القدس ليس شخصا مؤلها فى إله ثلاثى ، والاعتقاد النصرانى إن ا لروح القدس أى ثالث
الثالوث ينزل من عرشه السماوى رهن إشارة قسيس من أجل تقديس بعض العناصر وتغيير
جوهرها وخصائصها إلى عناصر أخرى فوق الطبيعة كتغيير ماء المعمودية إلى دم إله
مصلوب ومحو ما يسمى بالخطيئة الأصلية أو تحويل العناصر المادية للقربان المقدس إلى دم
وجسد إله ، إن ذلك مناف لعقيدة كل موحد يهوديا كان أو مسلما ، كما أن هذه الاعتقادات
معاكسة تماما لتعاليم العهد القديم وهى تزوير للعقيدة الحقيقية ليحيى وعيسى . فالاعتقاد بأن
بعض القسس يستطيعون تعويذ الأفراد بحيث يحل فيهم الروح القدس ولكنه لا يضمن
عصمتهم ، خال من أى معنى . وفى سفر أعمال الرسل يقال لنا أن حنانيا وزوجته سفيرة
عمدا وبالتالي امتلئا بالروح القدس وهو الشخص الإلهى الثالث الذى ألهمهما أن يبيعا حقلهما
ويضعا ثمنه من النقود تحت قدمي الحواري بطرس ولكن الشيطان أغراهما بالاحتفاظ بجزء
.(١١-١/ من النقود فكانت النتيجة أن أصابهما الموت المفاجئ ( سفر أعمال الرسل ٥
كيف يمكن ل ( ثالث الآلهة ) أن ينزل على البشر ويقدسهم ثم يسمح لهم بعدئذ بالخطأ والكفر
والزندقة ويتركهم يقترفوا الحروب والمذابح ؟ هل يستطيع الشيطان إغراء الإنسان المملوء
بالروح القدس فعلا فيحوله إلى شيطان ؟ إن القرآن الكريم واضح جدا فى هذه النقطة إذ يقول
الله تعالى مخاطبا الشيطان :
( ( إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )( ١
( ١ – سورة الحجر ( الآية ٤٢
إن الشخص المستقيم يكافح ضد الخطيئة والشر ما دام فى هذا العالم المادى وإذا وقع فى الزلل
نهض ثانية لأن الندم والتوبة هى عمل الروح الطيبة التى تعيش فينا . أما الكنائس فتقول أنه
إذا عمد نصراني بالروح القدس والنار وفق المعنى الذى يتضمنه ( سفر أعمال الرسل ) سواء
كان المعمد لاتينيا أو يونانيا أو حبشيا أو غير ذلك فإنه يصبح ليس فقط قديسا طاهرا بل أيضا
عالم لغات ونبيا موهوبا .
والحقيقة أنه ليس لدى النصارى مفهوما محددا أو دقيقا عن الروح القدس التى تملأ النصرانى
المعمد . لو كان إلها لما جرأ الشيطان على الاقتراب من هذا الرجل المقدس أو المؤله نوعا ما
٦٥
وإغرائه وغوايته وأكثر من ذلك : كيف يمكن للشيطان أن يطرد الروح ا لقدس ويحل محله فى
قلب المعمد فيحوله إلى مجرم وزنديق ؟ ولو كان الروح القدس يعنى جبريل أو ملاكا آخر،
فإن الكنائس تمعن فى الخرافات لأن الملاك ليس دائم الحضور فى كل مكان . ولو كانت هذه
الروح التى تطهر النصارى المعمدين وتملؤهم هى الله نفسه كما هو اعتقادهم فى ال ش خص
الثالث من الثالوث فمن حق جميع النصارى أن يدعوا أنهم مقدسون أو مؤلهون .
وهنالك أيضا مفهوم البروتستانت عن الروح القدس الذى يملأ قلوب الذين يعتقدون أنهم ولدوا
من جديد ، ثم يتدهور الكثير منهم بعد ذلك ويعودون كما كانوا من قبل .
والواقع أن الروح القدس مع ( ال) التعريف تعنى شخصية ملائكية معينة قد تكون جبريل أو
غيره من الأرواح النقية التى أوكل لها أداء عمل معين ، وإن نزول الروح القدس على كائن
بشرى معناه أنه يلقى إليه الوحى بأمر من الله فيكون بذلك نبيا . وإن نبيا هذا شأنه لا يمكن أن
يغويه شيطان أبدا .
إن التعميد ( الصبغ ) بالروح القدس والنار الذى جاء به محمد ، يفسره لنا التنزيل الإلهى فى
.( آية واحدة : ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون )( ١
وقد فهم المفسرون المسلمون وهم محقون فى ذلك ، كلمة صبغة بمعناها الروحى أو المجازى
وهو ( الدين ) وهذه الآية القر آنية تنسخ وتبطل أديان ( السبعوثا ) و ( المعموديثا ) أى أديان
الصابئة والنصارى معا . إن ( صبغة الله ) هى معمودية دين الله ليس بالماء ولكن بالروح
القدس والنار . إن الدين الذى آمن به كل من صحابة الرسول هو نفسه الدين الذى يعتنقه اليوم
كل مسلم ، فى حين لا يمكن أن يقال هذا عن الدين التعميدى . لقد انعقد حتى الآن أكثر من
ستة عشر مجمعا كنسيا مسكونيا لتحديد وتعريف دين المسيحية وفى النهاية يكتشف مجمع
الفاتيكان عام ١٨٥٤ م أن السيدة العذراء قد حملت بلا خطيئة ويكتشف أيضا فى العام ١٨٧٠ م
أن البابا ( معصوم عن الخطأ ) كل ذلك مما لم يكن معروفا للحوارى بطرس ولا للسيدة مريم
( ١ – سورة البقرة ( الآية ١٣٨
العذراء . إن أى دين يعتمد على مداولات وقرارات المجامع العامة المؤمنة أو الملحدة هو
دين مصطنع .
ونعود إلى موضوع المعمودية :
إن المعمودية الروحية هى الهداية الإلهية فكما يصبغ الصب اغ الصوف أو القطن بصبغة تعطيه
لونا جديدا وكما يمحو المعمدان الخطايا السابقة للمؤمن الحقيقي التائب فإن الله تعالى لا يصبغ
الجسم بل يصبغ روح الشخص الذى يتولاه برحمته فيهديه للدخول فى دين الإسلام .
هذه هى صبغة ( معمودية ) الله التى تجعل المسلمين الحقيقيين جاد ين ومواظبين على
وإجاباتهم تجاه الله وتجاه رفاقهم من البشر وتجاه أسرهم ولا يدفعهم ذلك إلى حماقة الاعتقاد
٦٦
بأنهم أكثر صلاحا من معتنقي الديانات الأخرى ليستأثروا عليهم أو يتخذوا لأنفسهم مركز
السيادة على الآخرين ، فالتعصب والغرور الديني ليسا من صفات الإسلام ، كم ا أن المسلم
ليس بحاجة إلى وساطة من رجل دين ، فكل مؤمن متعلم يمكن أن يصبح إماما أو داعية أو
واعظا حسب تعليمه وحماسه الديني ، وباختصار فإن كل مسلم سواء ولد على الإسلام أو
اعتنقه بعد ذلك يطهر روحيا ويصبح فى مملكة الله .
لقد نسب يحيى هذه المعمودية بالروح والنار لرسول الله العظيم ليس باعتباره كائنا إلهيا أو إلها
أو ابن إله ، ولكن باعتباره رسولا من الله ووسيلة يتم عن طريقها ذلك الصبغ الإلهى ، لقد بلغ
محمد رسالة الله وكان يؤم الصلوات ويؤدى الشعائر الدينية ، ويخوض الحروب ضد الكفرة
والوثنيين للدفاع عن قضيته ، ولكن ا لنجاح والنصر اللذين تحققا كانا من عند الله . وبنفس
الطريقة وعظ يحيى وعمد ، ولكن قبول التوبة والكفارة وطرح الخطايا لم تكن من عنده ولكن
من الله ، وإن نبوءة يحيى : ( إن الذى يأتى بعدى أقوى منى ، وسوف يعمدكم بالروح وبالنار
١) قد تحققت ونفذت عن طريق محمد فقط . )(
ومن الواضح أن شكل ومضمون هذه المعمودية غير حسي لأنه يتعلق بالمغيبات فنحن نشعر
بالآثار المترتبة على مسبب حقيقى لكنه غير محسوس فالماء لم يعد هو المادة الظاهرية
المسببة كما أنه لم يعد هناك حاجة إلى معمدان ولكن الله هو الذى يهدى من يشاء وحسب
نبوءة يحيى فإن وس ائل ( صبغة الله ) هى الروح القدس والنار أما طريقة الصبغ فهي خاصة
بالله وحده ولا نستطيع أن نعزو لله تعالى عملا ما سوى قوله للشيء ( كن ) فيكون ، ولكننا
نستطيع أن ندرس النتائج المترتبة على صبغة الله :
١ – إن الروح القدس سواء كان جبريل أم غيره من المخلوقات ال ع ليا يبارك روح المسلم عند
مولده أو عند دخوله فى الإسلام و هذه المباركة تعنى :
( ١١ : ١ – إنجيل متى ( ٣
( أ ) تثبيت الإيمان بإله حقيقى واحد : إن صبغة الله تجعل روح المسلم الحقيقي تؤمن
بوحدانية الله المطلقة و تعتمد على الله و تعترف به وحده كسيد و مالك و رب.
(ب) صبغة الله تطبع روح المسلم بالحب والخضوع لله وحده . إن الله تعالى لا يغفر أن يشرك
به شيئا أو كائنا ما من الكائنات ، وحب المسلم لله ليس نظريا أو مثاليا بل واقعي يترجم إلى
أعمال .
٢- إن المعرفة الحقيقية بالله وبمشيئته بالقدر الذى يمكن للبشر أن يحيطوا بها لا تشاهد إلا
عند المسلمين .
إن جوهر الذات الإلهية أمر لا يمكن الإحاطة به ولكن كما أن الرضيع يعجز عن فهم طبيعة
والديه وشخصيتهما فإنه مع ذلك يعرف أمه من بين جميع النساء الأخريات وهذا التشبيه دون
٦٧
الحقيقة بكثير . إن كل مسلم يرى فى كل ظاهرة من ظواهر الطبيعة آية تدل على الله . فالله
حاضر فى ذهنه دائما وشهادة أن ( لا إله إلا الله ) هى إنكار أبدى لأي معبود آخر غير الله
واجتماع ضد الذين يشركون بالله شيئا أو أشياء لأن كل مسلم يقر ويشهد أن الله وحده هو
المستحق للعبادة .
إن المعمودية بالنار هى صبغة الله التى تحصن المسلم ضد الباطل والخرافة والوثنية من كافة
الأنواع . وهى التى تذيب نفس المسلم وروحه وتفصل عنصرها الذهبي الخالص عن
الشوائب، وهى قوة الله التى توطد العلاقة بين العبد وخالقه وتعده لنشر رسالته .
لقد أطلت عليكم كثيرا لكن كان لابد من شرح البشارة شرحا وافيا كافيا شكرا لكم والسلام
.( عليكم ورحمه الله وبركاته( ١
* شكرا للبروفسور عبد الأحد داود
* وأجد الباحث عن الحقيقة يريد أن يتكلم فليتفضل .
بسم الله الرحمن الرحيم كان يجب بعد الشرح الكامل للبشارة لا أحد يتكلم لكنني أجد نفسي
مضطر إلى الحديث بالنسبة لسيدنا يحيى وعيسى عليما السلام كانت دعوتهم متشابه تماما
ومتفقين تماما ومتفهمين كمثال على ذلك ( وفى تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز (أى
يبشر ) فى برية اليهودية . قائلا توبوا لأنه قد أقترب ملكوت السماوات )( ٢) ونفس الشيء
بالنسبة لعيسى ( من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأ نه قد اقترب ملكوت
السماوات )( ٣) ثم تطور التبشير بقولة ( وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم فى مجامعهم
ويكرز ببشارة الملكوت )( ٤) أى أنه كان يبشر ببشارة الله فكلمة يكرز ( تحمل معنى التبشير أو
ينادى ) وكلمة ( ملكوت ) تحمل أيضا معنى ( مملكة ، ملك )أى أن عيسى عليه السلام كان
١٧ : ٣ – إنجيل متى ( ٤ (١٣١ – كما ورد فى كتاب اليهود و النصارى (ص ص ١٠٧  ١ – محمد
(
( ٢٣ : ٤ – إنجيل متى ( ٤ ( ٢ – ١ : ٢ – إنجيل متى ( ٣
( ينادى ببشارة الملك ) فما يا ترى بشارة الملك التى تخص الله وحده .
سوف نستعرض البشارة عبر الإنجيل مستدلين هل تخص محمد صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
أولا : ( أنا أعمدكم بماء للتوبة ، ولكن الذى يأتى بعدى هو أقوى منى الذى لست أهلا أن
أحمل حذاءه . هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع قمحة
.( إلى المخزن . وأما التبن فمحرقه بنار لا تطفأ )( ١
ثانيا : ( وكان يكرز قائلا يأتى بعدى من هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أنحنى وأحل سيور
.( حذائه أنا عمدتكم بالماء وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس )( ٢
٦٨
ثالثا : ( وإذا كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون فى قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح أجاب
يوحنا الجميع قائلا أنا أعمد كم بماء ولكن يأتى من هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أحل
.( سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار )( ٣
رابعا : ( فسألوه وقالوا له فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح ولا إيليا ولا النبى . أجابهم
يوحنا قائلا أنا أعمد بماء . ولكن فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه . هو الذى يأتى بعدى
.( الذى صار قدامى الذى لست بمستحق أن أحل سيور حذائه )( ٤
خامسا : (يا محمد ليكن الله معك وليجعلني أهلا أن أحل سير حذائك لأنى إذا نلت هذا صرت
.( نبيا عظيما وقدوس الله ) ( ٥
بعد استعراض هذه الفقرات من الأناجيل المختلفة ألا تلاحظ شىء وهو أن سيدنا يحيى وعيسى
.  كانا يبشران معا برسول قادم هو سيدنا محمد
بالنسبة لشرح البشارات السابقة فهي لا تستدعى لشرح حيث شرحت شرحا وافيا إلا أنني
سوف أعلق على فقرتين فقط .
١ - (فى وسطكم قائم الذى لست تعرفونه ) هذه البشارة ما ذكر فى سفر التثنية لوصف
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم ، مثلك وأجعل كلامي فى فمه
( ، فيكلمهم بما أوصيه به ، ويكون الإنسان الذى لا يسمع لكلامه الذى يتكلم به ، أنا أطلبه )( ٦
فعبارة لستم تعرفونه هل المسيح لم يعرفوه لقد عرفوه لكن البعض أنكر عليه أن يكون هو
المسيح عليه السلام وجميع الذين استمعوا إلى سيدنا يحيى وهو يعظ عرفوا سيدنا عيسى إذا
هذه البشارة لا تخص عيسى عليه السلام .
٢- (الذى يأتى بعدى هو أقوى منى ) نعلم جيدا أن سيدنا يحيى وعيسى عليهما السلام من سن
واحد بينهم شهور معدودة وعندما بشر يحيا كان عيسى موجود فلو أن البشارة تخص
( ٢٧ – ٢٥ : ٤ – إنجيل يوحنا ( ١ ( ١٢ – ١١ : ١ – إنجيل متى ( ٣
( ٣١ – ٢٩ : ٥ – إنجيل برنابا ( ٤٤ ( ١٥ – ١٤ : ٢ – إنجيل مرقس ( ١
( ١٩ – ١٨ : ٦ – سفر التثنية ( ١٨ ( ١٦ – ١٥ : ٣ – إنجيل لوقا ( ٣
عيسى لقال ( الذى أتى معي أو الآتى معي ) ولم يقل الذى يأتى بعدى والاثنين بدأو بشاراتهم
فى وقت واحد بدليل تبشيرهم باقتراب ملكوت الله .
٣- بشارة إنجيل برنابا مع عدم التصديق من قبل الأخوة المسيحيين فأننا نسترشد بها فقط
حيث تشرح لنا ما يوازي البشارات السابقة لكن هنا تنسب إلى عيسى مباشرا وهناك احتمال
كبير حيث شرحنا سا بقا إن ما كان يقوله ويفعله يحيى كان عيسى يفعله تماما سواء فى
بشارات سواء فى تعميد وهنا لا نستبعد أن البشارات أو بعضها كانت من قول عيسى عليه
السلام مباشرا .
٦٩
وليس لدى تعليق على ما تم شرحه لجميع البشارات أشكركم جميعا متمنيا أن ألقكم فى
مناظرات أخرى والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
* شكرا لجميع الحاضرين ونختم هذا اللقاء بكلمة للشيخ أحمد ديدات فليتفضل
بسم الله الرحمن الرحيم . لقد استمعنا إلى جميع الآراء لقد أثبتنا أن " المعزى " ليس " الروح
القدس " وأثبتنا أنه شخص وليس شبح وقد قام البر فسور /عبد الأحد داود بإ ثبات أن الترجمة
خاطئة " المعزى " وأن الكلمة الأصلية هى " الباراقليط " ، وقد أثبت المستشار / الطهطاوى أن
روح الحق ليس هو الروح القدس وقام د / السقا بشرح وافى للبشارة، وبعد ذلك قام الأستاذ /
خليل بشرح وافى لكلمه " الباراقليط " مع شرح وافى أيضا للبشارة ، وأثب ات لنبوة سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم ، وقام الأستاذ / احمد عبد الوهاب بشرح وافى للبشارة أيضا ورجع إلى
النص السنيائى الذى يخلو من كلمه " القدس " فى البشارة السابقة وبعد ذلك قام الشيخ / جعفر
السبحانى قام بقرائه النصوص الأنجليه التى كتبت بالسريانية والكلدان ية والفارسية وشرح ما
هو ( الفارقليط ) وتسائل بأربعة أسئلة من الأسئلة التى أثارها القساوسة ورد عليها وقام مره
أخرى البروفسيور /عبد الأحد بالتعليق على ما قله الشيخ وسمعنا الجمهور الذى أشترك
بمشاركات عظيمة ثم استمعنا لبشارتان غير التى تكلمنا فيها شرحت شرحا واف يا " الحجر الذى
رفضه البناؤون " لقد تم بحث البشارة بحثا طيبا وبشارة " هل أنت النبى ؟ " وتم شرحها شرحا
وافيا أيضا أنه حقا حوار طيب كما أتمنى من الأخوة المسيحيين أن يرجعوا إلى المخطوطة
السنيائيه ومخطوطات البحر الميت كذلك هناك نسخه فى المتحف القبطي من أقدم ال نسخ كتبت
باللغة القبطية أن كل هذه المخطوطات لهى كفيله لأن تنير لكم الطريق وتعرفكم بحقائق كثيرة
أننى أشكر الجميع لسعه صدركم جميعا وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
شكرا لكم جميعا أيها الحاضرون متمنيا لكم أن تكونوا قد استفدتم جميعا إننا لن نفرض عل ى
أحد أن يقتنع بالرأى من الآراء ولن نعلن انتصار رأى على رأى ولكن نترك ذلك إليكم أنتم
الحكم فى ذلك .
asim
asim
Admin

المساهمات : 208
تاريخ التسجيل : 21/01/2011
العمر : 42
الموقع : السودان

https://althagalin.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى